حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· الكاف المفردة

صفحة 494 - الجزء 1

  فيحتمل أن الكافين حرفان أحد أوَّلُهما بثانيهما كما قال [من الوافر]:

  ٢٩٩ - فَلا وَاللَّهِ لا يُلْفَى لما بي ... وَلا للما بِهِمْ أَبَداً دَوَاءُ

  وأن يكونا اسمين أكد أيضاً أولهما بثانيهما، وأن تكون الأولى حرفاً والثانية اسماً.

  وأما الكاف غير الجارّة فنوعان: مضمر منصوبٌ أو مجرور نحو: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ}⁣[الضحى: ٣]، وحرفُ مَعْنَى لا محلّ له ومعناه الخطاب، وهي اللاحقة لاسم الإشارة، نحو «ذَلِكَ»، و «تِلْكَ»، وللضمير المنفصل المنصوب في قولهم: «إِيَّاكَ»، و «إياكما» ونحوهما، هذا هو الصحيح، ولبعض أسماء الأفعال، نحو: «حَيْهلك»، وَ


  الدار كما أي: كحجارة يطبخ عليها في السواد والبلى قوله: (يؤثفين) فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة وقد جاء به الشاعر على الأصل المرفوض؛ لأن القياس يثفين محذوف الهمزة كيكرم في يؤكرم. قوله: (ولا للما الخ) أصدره:

  فلا والله لا يلفي لما بي

  قوله: (وحرف معنى) أي: حرف وضع لمعنى احترازاً من حروف المباني كزاي زيد ويائه وداله وقوله: لا محل له بيان للواقع واعلم أن حروف المعاني هي الكلمات الموضوعة المقابلة للأسماء، والأفعال، وأما المباني فهي التي تبنى وتركب منها الكلمات وهي حروف الهجاء أعني نحو جه لا جيم؛ لأنه اسم له قوله: (وهي اللاحقة لاسم الإشارة) أي: فالكاف اللاحقة لاسم الإشارة حرف اتفاقاً. قوله: (هذا هو الصحيح) أي: كون الكاف اللاحقة للضمائر المنفصلة حرفاً هو الصحيح وليس هذا راجعاً للكاف اللاحقة لاسم الإشارة والضمير المنفصل لما علمت أن اللاحقة لأسماء الإشارة حرف اتفاقاً اهـ تقرير دردير قوله: (هذا هو الصحيح) وقيل: إن الكاف اسم مضافة لأيا وأيا مضاف؛ وقيل: أن الضمير هو الكاف وإيا دعامة ليصير بسببها منفصلاً، وقيل: إن الكاف من جملة الضمير لا إنها حرف فعلى هذا الضمير هو إياك وإياكما. قوله: (ولبعض أسماء الأفعال)


٢٩٩ - التخريج: البيت لمسلم بن معبد الوالبي في (خزانة الأدب ٢/ ٣٠٨، ٣١٢، ٥/ ١٥٧، ٩/ ٥٢٨، ٥٣٤، ١٠/ ١٩١، ١١/ ٢٦٧، ٣٣٠؛ والدرر ٥/ ١٤٧، ٦/ ٥٣، ٢٥٦؛ وشرح شواهد المغنى ص ٧٣٣؛ وبلا نسبة في الإنصاف ص ٥٧١؛ والجنى الداني ص ٨٠، ٣٤٥؛ والخصائص ٢/ ٢٨٢؛ ورصف المباني ص ٢٠٢، ٢٤٨، ٢٥٥، ٢٥٩؛ وسر صناعة الإعراب ص ٢٨٢، ٣٣٢؛ وشرح الأشموني ٢/ ٤١٠؛ وشرح التصريح ٢/ ١٣٠، ٢٣٠؛ والصاحبي في فقه اللغة ص ٥٦؛ والمحتسب ٢/ ٢٥٦؛ والمقاصد النحوية ٤/ ١٠٢؛ والمقرب ١/ ٣٣٨؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٢٥، ١٥٨).

شرح المفردات ألفي وجد. لما بي: أي للذي عندي من الحقد عليهم. لما بهم: أي للذي عندهم من الحقد أيضاً. دواء: علاج.

المعنى: يقول: ليس هناك من علاج لما ملأ قلبي وقلوبهم من حقد وضغينة.