حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

تنبيه - قرئ {كلا سيكفرون بعبادتهم}

صفحة 519 - الجزء 1

  به قط، ولا المعنى مُفْتَقِر إليه، فقال: معنى «كأنَّ زيداً أخوك»: مثل أخُوَّةِ زيدٍ إِيَّاك كائن. وقال الأكثرون: لا موضع لـ «أنَّ» وما بعدها؛ لأن الكاف و «أنَّ» صارا بالتركيب كلمة واحدة، وفيه نظر، لأن ذاك في التركيب الوضعي لا في التركيب الطارئ في حال التركيب الإسنادي.

  والمخلص عندي من الإشكال أن يُدعى أنها بسيطة، وهو قول بعضهم.

  وفي شرح الإيضاح لابن الخباز: ذَهَب جماعة إلى أن فتح همزتها لطول الحرف بالتركيب، لا لأنها معمولة للكاف كما قال أبو الفتح، وإلا لكان الكلام غير عام، والإجماع على أنه تام، اهـ. وقد مضى أن الزجاج يراه ناقصاً.

  وذكروا لـ «كأنَّ» أربَعَةَ معانٍ:

  أحدها - وهو الغالب عليها، والمتفق عليه - التشبيه، وهذا المعنى أطلقه الجمهور لـ «كأنَّ»، وزعم جماعة منهم ابن السيّدِ الْبَطَلْيَوْسِيُّ أنه لا يكون إلا إذا كان


  قوله: (ولا المعنى مفتقر إليه) هذا بعد ثان وقوله لم ينطق به أول. قوله: (ولا المعنى مفتقر إليه) وذلك لأن المفتوحة تسبك بمصدر قوله: (وقال الأكثرون) مقابل لقول ابن جنى والزجاج المتفقين على أن ما بعدها معمول لها.

  قوله: (لا في التركيب الطارئ) أي: كما هنا واعترض بأننا لا نسلم إن كان تركيبها طارئ بل وهو وضعي أي وضعها الواضع للتشبيه بدليل أنهم يقولون كأن كلمة واحدة وضعها الواضع للتشبيه تعمل عمل أن، غاية الأمر أنها في الأصل مركبة ولا يقولون إنها الآن كلمتان ضمت إحداهما للأخرى حال الإسناد حتى يرد عليهم ما ذكر، وقولهم: إن الأصل إن زيداً كأسد ثم قدمناه أي تقدير إلا إنه نطق به ثم ركب كما في قال أصله قول فالحق إن قال الأكثر قوله: (من الإشكال) وهو استبعاد كلام ابن جني والزجاج والتنظير الذي أبداه في كلام الأكثرين أي والمخلص من الاستبعاد والتنظير وتصحيح الكلام في كأن فقوله: والمخلص الخ ليس المراد إنه تصحيح لقولهم. قوله: (وفي شرح الإيضاح) هو في المعنى يوافق الأكثرين ممن قال بالتركيب. قوله: (لطول الحرف الخ) هذا جواب عن الأكثر القائل أن الكاف وأن صارا كلمة واحدة وحاصله لأي شيء همزة أن مع إن الأصل الكسر فأجاب بأنه فتح لطول الحرف وهو كائن بالتركيب أي لنقله بالتركيب فخفف بالفتح. قوله: (وقد مضى أن الزجاج الخ) هذا تعقيب على الإجماع الذي في قوة الاستثنائية والمراد ناقص في التركيب، وإن تم في المعنى والتقدير كما سبق وفي قوله وإلا لكان فيه إدخال اللام على جواب إن وقد سبق أنه مولد حملاً على لو.

  قوله: (وهو الغالب عليها الخ) أي: وهو الغالب عليها أي على تقدير أن لو قلنا بغيره، أما إن لم نقل ذلك فليس لها معنى إلا هو قوله: (أطلقه الجمهور) ظاهر كلامه