حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

تنبيه - قرئ {كلا سيكفرون بعبادتهم}

صفحة 518 - الجزء 1

  · (كان): حرف مركب عند أكثرهم، حتى ادَّعَى ابن هشام وابن الخباز الإجماع عليه، وليس كذلك، قالوا: والأصل في «كأنَّ زَيْداً أسد»: إن زيداً كأسد، ثم قدم حرفُ التشبيه اهتماماً به، ففتحت همزة «أنَّ» لدخول الجار عليه، ثم قال الزجاج وابن جني: ما بعد الكاف جَرٌّ بها.

  قال ابن جني: وهي حرف لا يتعلق بشيء، لمفارقته الموضع الذي تتعلق فيه بالاستقرار، ولا يُقَدَّر له عامل غيره لتمام الكلام بدونه، ولا هو زائد، لإفادته التشبيه.

  وليس قوله بأبْعَدَ من قول أبي الحسن: إن كاف التشبيه لا تتعلق دائماً.

  ولما رأى الزجاج أن الجار غير الزائد حَقَّه التعلُّقُ قَدَّرَ الكاف هنا اسماً بمنزلة «مثل»، فلزمه أن يقدّر له موضعاً، فقدره مبتدأ، فاضطر إلى أن قَدَّر له خبراً لم يُنْطَق


  (كأن) قوله: (حتى ادعى الخ) غاية لما أفهمه قوله عند أكثرهم من انتشار القول بالتركيب وخفاء بله، وقوله: حتى ادعى الخ غاية لمحذوف أي وفشا ذلك القول حتى ادعى الخ. قوله: (وليس كذلك) أي: ليس بمسلم حكاية الإجماع بل قيل إنها بسيطة كما يأتي. قوله (اهتماماً به) أي: ليؤذن الكلام من أول الأمر بالتشبيه فعلة الاهتمام هو الإيذان خلافاً لقول الدماميني وليؤذن الخ، فإنه لا يصح لأن الاهتمام أمر كلي فلابد أن يبين له علة وسبب اهـ تقرير دردير قوله (لدخول الجار) أي: وهو الكاف. قوله: (ما بعد الكاف) أي: وهو إن واسمها وخبرها وقوله: جربها أي في محل جر بها. قوله: (ما بعد الكاف جر بها) أي: فالعامل في المعمولين إن الكاف عاملة في محل أن ومعموليها وليست كأن بتمامها عاملة في المعمولين. قوله: (قال ابن جنى الخ) أي: إن ابن جنى بعد أن اتفق هو والزجاج على أنها جارة لما بعدها اختلفا، فابن جنى يقول إنها حرف والزجاج يقول إنها اسم. قوله: (لمفارقته الموضع) أي: حيث قدمت عن مكانها. قوله: (لمفارقته الموضع الخ) أي: لأن الكاف داخلة على الخبر فتتعلق بالاستقرار، فلما قدمت الكاف صارت لا تتعلق بشيء. قوله: (ولا يقدر له) أي: للكاف مع مدخولها العامل غير الاستقرار بحيث يقدر له عامل خاص. قوله: (لتمام الكلام بدون) أي: بدون العامل. قوله: (ولا هو زائد) عطف على قوله حرف لا يتعلق بشيء فالحاصل إنه حرف جر أصلي ولا يتعلق بشيء وهو بعيد لأن الشأن أن الأصلي متعلق فكونه أصلياً ولا يتعلق بعيد. قوله: (وليس قوله) أي: قول ابن جنى أي ومع كون كلام ابن جني بعيد أليس بأبعد من قول الأخفش بل كلام أبي الحسن الأخفش أبعد؛ لأنه جعل الحرف الأصلي الواقع في موضع يصح فيه الاستقرار ليس متعلقاً به كقولك زيد كالأسد فإن الخبر شأنه يتعلق بكائن وقد ادعى أنه لا يتعلق بشيء. قوله: (ولما رأى الزجاج الخ) عطف على قوله قال ابن جنى.