حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

قوله: (وجب مراعاة معناها)

صفحة 533 - الجزء 1

  إذا قيل: إن «خَظاتا» فعل وفاعل، أو الألف من «تعاطى» لام الفعل، ووحد الضمير لأن الرفيقين ليسا باثنين مُعيَّنين، بل هما كثير كقوله تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا}⁣[الحجرات: ٩]، ثم حمل على اللفظ، إذ قال: «هما أخَوَان» كما قيل: {فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا}⁣[الحجرات: ٩]، وجملة «هما أخوان» خبر «كلّ»، وقوله: «قَوْماً» إما بدل من «الْقَنَا» لأن قومهما من سببهما إذ معناه: تقاومهما، فحذفت الزَّوائد، فهو بدل اشتمال،


  ورمتا فالقياس حذف الألف التي هي لام الكلمة وأصله خظوتا فقلبت الواو ألفاً وتحذف اللام حيث الإسناد لتاء التأنيث لالتقاء الساكنين فتقول غزت وأصله غزوت ويقال خظت وأصله خظوت واستصحب حذفها في التثنية. قوله: (إذا قيل الخ) أي: فهو فعل فتحذف لامه كما تقدم، وأما إن قلنا إنه مثنى والأصل خظاتان فحذف النون للضرورة فلا شاهد فيه في ذكر اللام للضرورة. قوله: (أو الألف الخ) مقابل لقوله وتعاطي أصله الخ، وقوله: أو الألف الخ أي والفاعل ضمير ووحد ذلك الضمير المستتر. قوله: (بل هما كثير) إن قلت إذا كان المثنى كثيراً فكان الواجب أن يقول تعاطوا بالجمع كالآية حيث قال اقتتلوا. قوله: (ثم حمل على اللفظ) أي: ثم حمل الضمير من قوله إذ هما على اللفظ أي على اللفظ المضاف للفظ كل وهو رفيقي. قوله: (ثم حمل على اللفظ الخ) أي: بعد أن حمل على المعنى فأفرد حمل ثانياً على اللفظ فثنى، وقال هما أخوان وفيه إن لفظ كل مفرد لا مثنى، وأجيب بأن المراد على لفظ المضاف لكل وهو رفيقين وفي نسخة ثم حمل على المعنى وهي ظاهرة؛ لأن معنى كل مثنى لأنها مضافة لمثنى وضمير حمل عائد على الشاعر والحاصل إنه على نسخة على اللفظ أي لفظ المضاف وهو رفيقين، ولفظ رفيقين هو معنى كل فساوت النسخة التي قبلها والنسخ الكثيرة على اللفظ كما قاله الشمني قوله: (إذ قال هما أخوان) أي: فثنى نظراً للفظ طائفتين. قوله: (إما بدل الخ) أي: وبدل الاشتمال لابد فيه من ملابسة بغير الجزئية والكلية ولا بد فيه من ضمير فأشار المصنف للملابسة فيه بقوله؛ لأن قومهما أي لأن قوم الرفيقين من سبب الرفيقين واعترض بأن الملابسة تكون بين المبدل وهو القنا، والبدل وهو قوماً فكان الظاهر أن يقول من سببها أي سبب القنا لأن شأن المقاومة أن تكون بالقنا من حيث تعاطيها والطعن بها، ثم إن العائد على المبدل منه محذوف والتقدير أي تقاوما بها، ولو قدر الشارح هذا بدل قوله إذ معناه تقاومهما كان أحسن قوله: (إذ معناه تقاومهما) المناسب إذ معناه تقاوما بها أي بالقنا لأن الكلام في


= صناعة الإعراب ٢/ ٤٨٤؛ وشرح اختيارات المفضل ٢/ ٩٢٣؛ وشرح شواهد الشافية ص ١٥٦؛ ولسان العرب ١٣/ ٣٩٨ (متن)، ١٤/ ٢٣٣ (خظا)؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص ٣٤٢؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٨٠؛ وشرح شافية ابن الحاجب ٢/ ٢٣٠؛ ولسان العرب ١٣/ ٢١٨ (سكن)، ١٥/ ٤٢٩) (الألف)؛ والمقرب ٢/ ١٨٧، ١٩٣؛ والممتع في التصريف ٢/ ٥٢٦).

اللغة: المتنتان: جانبا الظهر حول العمود الفقري. فرس خظاة مكتنزة. أكب: جلس مهتما.

المعنى: يصف فرساً بأنها سمينة مكتنزة الظهر، كأن نمراً جلس متحفّزاً فوق ظهرها.