والعاشر: موافقة «في»
  [الإسراء: ١٠٩]، {دَعَانَا لِجَنْبِهِ}[يونس: ١٢]، {وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ١٠٣}[الصافات: ١٠٣]، وقوله [من الطويل]:
  ٣٤٨ - [ضَمَمْتُ إِلَيْهِ بِالسَّنَانِ قَمِيصَهُ] ... فَخَرَّ صَرِيعا لِلْيَدَينِ وَلِلْفَمِ
  والمجازي، نحو: {وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا}[الإسراء: ٧]، ونحو قوله عليه الصلاة والسلام: لعائشة ^: «اشْتَرطِي لَهُمُ الْوَلاء». وقال النحاس: المعنى من أجلهم، قال: ولا نعرف في العربية «لهم» بمعنى «عليهم».
  والعاشر: موافقة «في» نحو: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}[الأنبياء: ٤٧]، {لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ}[الأعراف: ١٨٧]، وقولهم: «مَضَى لِسَبِيله»؛ قيل: ومنه {يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ٢٤}[الفجر: ٢٤]، أي: في حياتي؛ وقيل: للتعليل، أي: لأجل حياتي في الآخرة.
  والحادي عشر: أن تكون بمعنى «عند»، كقولهم: «كَتَبْتُهُ لخمس خَلَوْنَ». وجعل
  قوله: (وتله للجبين) أي: صرعه عليه كما يقال كبه على وجهه. قوله: (فخر صريعاً الخ) هو من أبيات لقاتل محمد طلحة بن عبيد الله وهي:
  وأشعث قوام بآيات ربه ... قليل الأذى فيما ترى العين مسلم
  ضممت إليه بالسنان قميصه ... فخر صريعاً لليدين وللفمِ
  على غير شيء غير أن ليس تابعاً ... عليا ومن لم يتبع الحق يندم
  يذكرني حاميم والرمح دونه ... فهلا تلا حاميم قبل التقدم
  يريد بحاميم قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى. قوله: (فلها) أي: فإساءتكم عليها ولا ينكر أن استعلاء الإساءة على النفس مجاز. قوله: (اشترطي لهم) أي: عليهم فاستعلاء الشرط عليهم مجاز. قوله: (من أجلهم) أي: فقوله لهم اللام للتعليل لا للاستعلاء. قوله: (قال ولا نعرف الخ) أي: فهو وحينئذ يؤول الأمثلة غير هذا المثال. قوله: (لخمس) أي: عند خمس ونقل الدماميني عن الرضى أنها لام الاختصاص لأن اللام
٣٤٨ - التخريج: البيت لجابر بن جني في (شرح اختيارات المفضل ص ٩٥٥؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٥٦٢؛ وللأشعث الكندي في الأزهية ٢٨٨؛ ولربيعة بن مكدم في الأغاني ١٦/ ٣٢؛ ولعصام بن المقشعر في معجم الشعراء ص ٢٧٠؛ وبلا نسبة في أدب الكاتب ص الداني ص ٥١١؛ والجنى الداني ص ١٠١ ورصف المباني ص ٢٢١؛ وشرح الأشموني ٢/ ٢٩١).
اللغة: الخرور السقوط وصريعاً: طريحاً على الأرض.
المعنى: لقد غرزت نصل الرمح في صدره، فلصق قميصه بجمسه بسبب ما تدفق من الدماء، وهوى على الأرض على يديه وعلى فمه صريعاً.