السابع عشر: الصيرورة
  أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا}[الأعراف: ٣٨]، {وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا}[هود: ٣١]، وقوله [من الكامل]:
  ٣٥١ - كَضَرَائِرِ الْحَسْنَاءِ قُلْنَ لِوَجْهِهَا، ... حَسَداً وَبُعْضاً: إِنَّهُ لَذَمِيمُ
  السابع عشر: الصيرورة، وتسمى لام العاقبة ولام المآل، نحو: {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا}[القصص: ٨]، وقوله [من الطويل]:
  ٣٥٢ - فَلِلْمَوْتِ تَخْذُو الْوَالِدَاتُ سِخَالَهَا، ... كَمَا لِخَرَابِ الدُّورِ تُبْنَى المَسَاكِنُ
  أو بمعنى عن ولا يصح أن تكون للتبليغ لأنها لا تكون له إلا إذا دخلت على المقول له والفرض إنها لم تدخل عليه، والحاصل أنها متى دخلت على غير المقول له فهي للتعليل أو بمعنى عن لا للتبليغ قطعاً، وإن دخلت على المقول له فهي للتبليغ قطعاً، وإن احتمل دخولها على المقول له وعدمه احتمل كونها للتبليغ واحتمل عدمه كما في الآية. قوله: (لأولاهم) اللام ليست داخلة على المقول له لأن المقول له هو الرب فاللام بمعنى عن أو للتعليل. قوله: (ولا أقول للذين الخ) اللام ليست داخلة على المقول له لأن الذين تزدري أعينهم هم المؤمنون المتبعون له وليس هذا خطاباً لهم بل خطاب للكفار أي لا أقول يا أيها الكفار إخبار عن شأن الذين أو لأجل ذم الذين تزدريهم أعينكم أي ترونهم أراذل فاللام بمعنى عن أو تعليلية.
  قوله: (لوجهها) اللام بمعنى عن أو تعليلية أي لأجل ذم وجهها أو إخباراً عن شأن وجهها. قوله: (لدميم) بالدال المهملة معنى القبيح أو المطلي أي أن حسنه مستعار وبالذال المعجمة معناه المذموم ضد الممدوح والأول أنسب لقوله الحسناء. قوله: (الصيرورة) وهي التي يكون مدخولها مترتباً على الفعل قبلها عكس لام العلة فإنها ما كان مدخولها مترتباً عليه ما قبلها وليس مدخل الأولى علة غائية ومدخول الثانية باعثة. قوله: (ليكون) أي: عاقبة الالتقاط العداوة والحزن. قوله: (فللموت) متعلق بتغذو أي تطعم الوالدات أولادها الغذاء بالكسر ما يغتذي به من طعام أو شراب للموت. قوله: (فللموت ما تلد الخ) أي: عاقبة ما تلده الوالدات الموت. قوله: (كما لخراب) أي: كما تبني
٣٥١ - التخريج: البيت لأبي الأسود الدؤلي في (ديوانه ص ٤٠٣؛ وخزانة الأدب ٨/ ٥٦٧؛ والدرر ٤/ ١٧٠؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٥٧٠؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص ٣٦٠؛ والجني الداني ص ١٠٠؛ وشرح الأشموني ٢/ ٢٩١؛ ولسان العرب ١٢/ ٢٠٨ (دمم)؛ وهمع الهوامع ٢/ ٣٢).
اللغة: الضرائر: جمع الضرّة وهي الزوجة الثانية بالنسبة للأولى وبالعكس.
المعنى: ضرائر المرأة الحسناء يحسدنها ويبغضنها، وتتآكلهن نار البغضاء والحسد فيقلن: إنها قبيحة الوجه، أي أن الحاسد يقلب الأمور رأساً على عقب بسبب غيرته وحسده.
٣٥٢ - التخريج: البيت لسابق البربري في (خزانة الأدب ٩/ ٩٥٢٩، ٥٣٢؛ والعقد الفريد ٢/ ٦٩؛ وبلا نسبة في الدرر ٤/ ١٦٨؛ ولسان العرب ١٢/ ٥٦٢ (لوم)).