الحادي والعشرون: التوكيد
  ٣٥٨ - وَمَلَكْتَ مَا بَيْنَ الْعِرَاقِ وَيُثْرِبٍ ... مِلْكا أَجَارَ لِمُسْلِمٍ وَمُعَاهَدِ
  وليه منه {رَدِفَ لَكُمْ}[النمل: ٧٢] خلافاً للمبرد ومَنْ وافقه، بل ضُمن «ردف» معنى «القرب» فهو مثل: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ}[الأنبياء: ١].
  واختلف في اللام من نحو: {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ}[النساء: ٢٦]، {وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ٧١}[الأنعام: ٧١] وقول الشاعر [من الطويل]:
  ٣٥٩ - أَرِيدُ لأَنسَى ذِكْرَها فَكَأَنَّمَا ... تَمَثَلُ لِي لَيْلَى بِكُلِّ سَبِيلِ
  فقيل: زائدة، وقيل: للتعليل؛ ثم اختلف هؤلاء، فقيل: المفعول محذوف،
  ماليهما ودميهما من بعدما ... غشي الضعيف شعاع سيف المارد
  قوله: (أجار لمسلم) الأصل أجار مسلماً ومعاهداً فاللام زائدة وكون أجار بمعنى فعل الإجارة فتكون اللام غير زائدة بعيد جداً قوله: (خلافاً للمبرد) أي: القائل إنهما منه لأن ردف بمعنى تبع وهو يتعدى بنفسه أي تبعكم، وحينئذ فاللام زائدة بين الفعل المتعدي ومفعوله. قوله: (معنى اقترب) أي: وهو يتعدى باللام فاللام معدية أو بمعنى من. قوله: (من نحو الخ) أي: من كل لام واقعة بين فعلين مضارعين أو مضارع وماض. قوله: (وقول الشاعر) هو كثير عزة. قوله: (فقيل زائدة) أي: والأصل يريد الله التبيين وأمرنا الإسلام وأريد النسيان ودخلت اللام لتوكيد التبيين في الأول والإسلام في الثاني والنسيان في الثالث. قوله: (ثم اختلف هؤلاء) أي: القائلون بالتعليل. قوله: (فقيل المفعول محذوف) أي: ومدخول اللام علة لتعلق الفعل بذلك المفعول.
٣٥٨ - التخريج البيت لابن ميادة في (الأغاني ٢/ ٢٨٨؛ والدرر ٤/ ١٧٠، ٦/ ٢٥٠؛ وشرح التصريح ٢/ ١١؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٥٨٠؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٢٧٨؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص ١٠٧؛ وشرح الأشموني ٢/ ٢٩١؛ وهمع الهوامع ٢/ ٣٣، ١٥٧).
شرح المفردات: يثرب: الاسم القديم للمدينة المنورة. أجاز: حمى. المعاهد: هو الذي يدخل بلاد المسلمين بعهد من إمامهم، أو حاكمهم.
المعنى: يقول: لقد امتد سلطانك بين العراق ويثرب، وكنت عادلاً لا تفرّق بين مسلم ومعاهد.
٣٥٩ - التخريج: البيت لكثير عزة في (ديوانه ص ١٠٨؛ والأغاني ٤/ ٢٦٧، ٢٦٨، ٢٦٩، ٩/ ٣٣٥، ٣٣٦؛ وأمالي القالي ٢/ ٦٣؛ وخزانة الأدب ١٠/ ٣٢٩؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ١٢٣٧؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٦٥، ٢/ ٥٨٠؛ ولسان العرب ٣/ ٨٨ (رود)؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٢٤٩، ٣/ ٤٠٣؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص ١٢١؛ ورصف المباني ص ٢٤٦؛ واللامات ص ١٣٧؛ والمحتسب ٢/ ٣٢).
اللغة: تمثل: تبدو، تظهر. السبيل: الطريق.
المعنى: أحاول نسيان ليلى، ولكنها تبدو لي خيالاً على كل طريق، وتظهر لي طيفاً حيثما اتجهت.