حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

وللام الجارة اثنان وعشرون معنى

صفحة 32 - الجزء 2

  وزعم الكوفيون أن اللام في المُستغاث بقيَّةُ اسم وهو «آل»، والأصل: يا آل زيد، ثم حُذفت همزة «آل» للتَّخفيف، وإحدى الألفين لالتقاء الساكنين، واستدلوا بقوله [من الوافر]:

  ٣٦٦ - فَخَيْرٌ نَحْنُ عِندَ النَّاسِ مِنْكُمْ ... إِذَا الدَّاعي الْمُثَوِّبُ قَالَ يَا لَا

  فإن الجار لا يقتصر عليه، وأجيب بأن الأصل: يا قوم لا فرار، أو لا نَفِرُّ،


  حرف بخلاف باب الاشتغال، فإن المذكور والمحذوف كل منهما فعل ومع ذلك متحدان لفظاً أو متناسبان معنى كزيداً ضربت أخاه قوله: (ثم إنه ليس الخ) هذا دليل ثانٍ على أنه كالعوض وحاصله أن يا ليست لفظ أدعو المحذوف ولا من نوعه بخلاف زيداً ضربته، فإن من لفظ ضربته المحذوف وبخلاف زيداً ضربت أخاه فإنه من نوعه أي أهنت زيداً ضربت أخاه المذكور في باب الاشتغال، إما من لفظ المحذوف أو من نوعه فقوله ثم إنه ليس بلفظ الخ، أي ولا من نوعه وإلا لورد زيداً ضربت أخاه. قوله: (وزعم الكوفيون) هذا مقابل للقول بأنها حرف مطلقاً من غير مراعاة لكونها زائدة أو أصلية. قوله: (وزعم الكوفيون الخ) وعلى زعمهم فهي ليست لاماً مفردة بل بعض اسم وقد رده الرضى بأن ذلك يقال فيما لا آل له نحو يا الله ويا للدواهي وبأن المقصود نداء الشخس لا آله إلا أن يراد بالآل الشخص نفسه مجازاً نحو أدخلوا آل فرعون واعملوا آل داود شكراً. قوله: (وإحدى الألفين) أي: ألف آل وألف يا وهذا الأحد غير معين قوله: (وإحدى الألفين) الظاهر أنه ألف آل الحذف تطرق إليها من الهمزة والشيء يجر لمثله لا ألف يا. قوله: (غير نحن) قال المصنف فيه شذوذ رفع للظاهر في غير مسألة الكحل لأن الضمير المنفصل كالظاهر والعمل من غير اعتماد قال ولا يكون نحن مبتدأ مؤخراً لئلا تفصل من بالأجنبي نعم إن قيل المبدأ مرفوع بالخبر فلا فهذا من ثمرات الخلاف، وجوز الدماميني أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي نحن خير، وأما نحن المذكورة فتوكيد للضمير المستسكن في الخبر.

  قوله: (المثوب) أي: المرجع بالدعاء مرة بعد أخرى قوله: (يا لا) أي: فالأصل يا لفلان. قوله: (يا لا) الألف بعد اللام للإشباع على كلام الكوفيين. قوله: (فإن الجار الخ) علة لقوله واستدلوا وقوله لا يقتصر عليه أي وهنا في البيت قد اقتصر على الجار أي وترك المجرور فدل هذا على أن اللام بقية اسم وليست حرف جر. قوله: (فإن الجار الخ) أي: ولو كان أصله يا لفلان وأنها لام مفردة ليست بقية آل للزم الاقتصار على الحرف


٣٦٦ - التخريج: البيت لزهير بن مسعود الضبي في (تخليص الشواهد ص ١٨٢؛ وخزانة الأدب ٢/ ٦؛ والدرر ٣/ ٤٦؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٥٩٥؛ والمقاصد النحوية ١/ ٥٢٠؛ ونوادر أبي زيد ص ٢١؛ وبلا نسبة في الخصائص ١/ ٢٧٦، ٢/ ٣٧٥، ٣/ ٢٢٨؛ ورصف المباني ص ٢٩، ٢٣٧ ٣٥٤؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٤٧؛ ولسان العرب ١٥/ ٤٩١ (يا)؛ وهمع الهوامع ١/ ١٨١).

اللغة: المثوب: الذي يدعو ملوّحاً بثوبه. يا لا: أي يا لفلان.