وللام الجارة اثنان وعشرون معنى
  عصفور وجماعة بأنه ضعف بالتزام الحذف فقوي تعدّيه باللام، واقتصر على إيراد هذا الجواب أبو حيان، وفيه نظر؛ لأن اللام المقوّية زائدة كما تقدم، وهؤلاء لا يقولون بالزيادة.
  فإن قلت: وأيضاً فإن اللأم لا تدخل في نحو: «زَيْداً ضربته» مع أن الناصب ملتزم الحذف.
  قلت: لما ذكر في اللفظ ما هو عِوَض منه كان بمنزلة ما لم يُحذف.
  فإن قلت: وكذلك حرف النداء عوض من فعل النداء.
  قلت: إنما هو كالعوض، ولو كان عوضاً ألبتة لم يَجُز حَذْفُه، ثم إنه ليس بلفظ المحذوف، فلم يُنَزَّلُ منزلته من كل وجه.
  قوله: (ضعف الخ) أي: وكل عامل ضعف بالتزام حذفه يجوز تقويته باللام.
  قوله: (وفيه) أي: جواب ابن عصفور وهو وارد على أبي حيان لاقتصاره عليه. قوله: (وهؤلاء) أي: الأكثرون لا يقولون بالزيادة بل هي لام أصلية، وأجاب الشارح بأن لام التقوية عند المصنف منزلة بين المنزلتين فليست زائدة محضة لما يحصل في العامل من الضعف حتى كأنه قاصر ولا معدية محضة لصحة إسقاطها ورد بأن المشهور عند النحويين أن لام التقوية زائدة، وما اختاره المصنف لا يقول به أكثر النحويين فالمصنف اعترض عليهم بمذهبهم وما يأتي مذهبه هو اهـ تقرير شيخنا دردير قوله: (لا يقولون بالزيادة) أي: بل يقولون هي لام أصلية متعلقة بفعل النداء. قوله: (فإن قلت) أي: رداً لجواب ابن عصفور رداً ثانياً كما رد به بأن لام التقوية زائدة. قوله: (وأيضاً فإن اللام الخ) حاصله أننا لا نسلم أن كل عامل واجب الحذف يجوز تقويته باللام بدليل أن اللام لا تدخل على زيداً من زيداً ضربته مع إن عامله يجب حذفه قوله: (وأيضاً) أي: وفيه نظر أيضاً لأن اللام الخ فالفاء للتعليل، ومعنى أيضاً كما أن فيه نظراً بما سبق. قوله: (لا تدخل الخ) أي: بحيث تقول لزيد ضربته قوله: (ملتزم الحذف) أي: وقد قال ابن عصفور إن كل عامل ضعف بالتزام الحذف تقوى تعديته باللام، فحينئذ كان الظاهر يقال لزيد ضربته مع أنه لم يقل فحينئذ يكون ليس كل محذوف لازماً تقويته. قوله: (ما هو عوض منه) أي: بدليل الجمع بينهما. قوله: (قلت) معارضة للجواب قبله. قوله: (عوض عن فعل النداء) أي: وحينئذ ففعل النداء بمنزلة ما لم يحذف وقد قوي باللام. قوله: (البتة) أي: قطعاً وقوله لم يجز حذفه أي حذف حرف النداء أي مع أنه يجوز حذفه فدل هذا على أنه كالعوض بخلاف ضربته فإنه عوض قطعاً ولذا لا يجوز حذفه أصلاً لما يلزم عليه من حذف العوض والمعرض.
  قوله: (ليس بلفظ المحذوف) أي: ليس من وادي لفظه لأن المحذوف فعل ويا