حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

تنبيه - زادوا اللام في بعض المفاعيل المستغنية عنها كما تقدم

صفحة 34 - الجزء 2

  لقوله في «يا لزيد لعمرو» إن لام «لعمرو» متعلقة بفعل محذوف تقديره: أدعوك لعمرو؛ وينبغي له هنا أن يرجع إلى قول ابن الباذش إن تعلقها باسم محذوف تقديره: مَدْعُوا لعمرو؛ وإنما ادعيا وجوب التقدير لأن العامل الواحد لا يصل بحرف واحد مرتين؛ وأجاب ابن الضائع بأنهما مختلفان معنى نحو: «وهَبْتُ لَكَ دِيناراً لتَرْضَى».

  تنبيه - زادوا اللام في بعض المفاعيل المُسْتغنية عنها كما تقدم، وعكسوا ذلك فحذفوها من بعض المفاعيلِ المُفْتَقِرَة إليها كقوله تعالى: {تَبْغُونَهَا عِوَجًا}⁣[آل عمران: ٩٩]، {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ}⁣[يس: ٣٩]، {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ٣}⁣[المطففون: ٣]؛ وقالوا: «وَهَبْتُكَ دِيناراً»، و «صِدْتُكَ ظَبْياً»، و «جَنَيْتُكَ ثَمَرَةً»، قال [من الكامل]:

  وَلَقَدْ جَنَيْتُكَ أَكْمُوْا وَعَسَاقِلاً ... [وَلَقَدْ نَهَيْتُكَ عَنْ بَنَاتِ الْأَوْبَر]

  وقال [من الخفيف]


  قوله: (إن لام لعمرو متعلقة) أي: فكذلك اللام في لي إذا جعلت مستغاثاً لأجله فإنه متعلق بأدعو فيلزم أن أدعو عمل على ضميرين متصلين أحدهما فاعل والآخر مفعول، والتقدير أدعو لي فقد لزم ابن عصفور في المستغاث لأجله ما فر منه في المستغاث به، والجواب إن لام المستغاث لأجله للتعليل فهو ليس مفعول به حقيقة. قوله: (متعلقة بفعل الخ) أي: وتقدم أنه حكي لإجماع عليه ولم يطلع على قول ابن الباذش. قوله: (وإنما ادعيا) أي: ابن عصفور وابن الباذش وجوب التقدير أي تقدير عامل للام المستغاث له ولم يجعلاها متعلقة بما تعلق به لام المستغاث. قوله: (مختلفان معنى الخ) أي: لأن الأول للتعدية والثاني للتعليل.

  قوله: (في بعض المفاعيل) كقوله رجا به ليكسر الخ. قوله: (المفتقرة إليها) أي: للام لكون الفعل قاصراً بالنسبة إليها قوله: (تبغونها) أي: تبغون لها أي للسبيل عوجاً أي اعوجاجاً ويحتمل تبغون عنهما عوجاً وهذا حذف وإيصال وهو سماعي لأنه من النصب على نزع الخافض حيث غلب الجار عكس السابق فإن استويا قيل يتعدى ولا يتعدى. قوله: (قدرناه) أي: قدرنا له فمنازل على هذا مفعول به.

  قوله: (قدرناه) منازل جعل بعضهم منازل ظرفاً والقمر مفعولاً على حذف مضاف أي قدرنا سيره في منازل. قوله: (كالوهم) أي: كالوا لهم ووزنوا لهم. قوله: (وإذا كالوهم) يحتمل أن المعنى وإذا كالوا لهم ويحتمل أن الضمير مفعول على حذف مضاف أي كالوا مكيلهم أو وزنوا موزونهم، وعلى كل فالواو للمطففين وهم للناس، وأما كون هم توكيداً للواو فلا يقتضيه المقام. قوله: (وهبتك) أي: وهبت لك. قوله: (صدتك) أي: صدت لك ظبياً.