الثاني والعشرون: التبيين
  ٣٦٧ - فَتَوَلَّى غُلامُهُمْ ثُمَّ نَادَى: ... أَظَلِيماً أَصِيدُكُمْ أم حمارا
  وقال [من الوافر]:
  ٣٦٨ - إِذَا قَالَتْ حَذَامِ فَأَنْصِتُوهَا ... [فَإِنَّ الْقَوْلَ مَا قَالَتْ حَذَامِ]
  في رواية جماعة، والمشهور «فَصَدِّقُوها».
  الثاني والعشرون: التبيين، ولم يُوفوها حقها من الشرح، وأقول: هي ثلاثة أقسام:
  أحدها: ما تُبَيِّن المفعول من الفاعل، وهذه تتعلق بمذكور، وضابطها: أن تقع بعد فعل تعجب أو اسم تفضيل مُفْهِمين حُبًّا أو بغضاً، تقول: «ما أَحَبَّنِي، وما أَبْغَضَنِي»، فإن قلت: «لفلان» فأنت فاعل الحب والبغض وهو مفعولهما؛ وإن قلت «إلى فلان» فالأمر بالعكس، هذا شرح ما قاله ابن مالك، ويلزمه أن يذكر هذا المعنى
  قوله: (أصيدكم) أي: أصيد لكم ظليماً وهو ذكر النعام. قوله: (أنصتوها) أي: لها. قوله: (الثاني والعشرون) أي: من معاني اللام الجارة.
  قوله: (ولم يوفوها حقها من الشرح) أي: لم يبينوها كل البيان على سبيل الضم بل إنما يبنوها مع تشتيت قوله: (المفعول) أي: في المعنى وكذلك الفاعل وإلا فاسم التفضيل لا يتعدى المعفول وأفعل التعجب فاعله ضمير مستتر. قوله: (ما أحبني) هذا مثال لفعل التعجب ومثال اسم التفضيل أنا أحب الناس لفلان وأنا أبغضهم لفلان فالفاعل المتكلم. قوله: (ما أحبني وما أبغضني) أي: فالياء مفعوله والضمير المحذوف العائد على ما هو الفاعل وهذا بحسب الصناعة. قوله: (فاعل الحب) أي: في المعنى فالياء في أحبني مفعول نحوي وفي المعنى هو فاعل الحب وفلان مفعول أي واقع عليه الحب أو البغض والمعنى شيء عظيم صيرني أحب زيداً أو أبغضه قوله: (فالأمر بالعكس) أي: فمدخل إلى فاعل والمتكلم مفعول والمعنى شيء عظيم صيرني محبوباً لفلان أو مبغوضاً له. قوله: (ويلزمه أن يذكر هذا المعنى في معاني إلى) قال الدماميني هذا عجيب فإن ابن مالك ذكر
٣٦٧ - التخريج البيت بلا نسبة في (شرح شواهد المغني ٢/ ٥٩٦).
اللغة: تولّى: مضى، راح. الظليم: ذكر النعام.
المعنى: صاح خادمهم، أو فتاهم، قبل أن يمضي إلى الصيد: ماذا ترغبون؟ أأصيد لكم، ذكر نعام أم حماراً وحشيا؟
٣٦٨ - التخريج: البيت للجيم بن صعب في (شرح التصريح ٢/ ٢٢٥؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٥٩٦؛ والعقد الفريد ٣/ ٣٦٣؛ ولسان العرب ٦/ ٣٠٦ (رقش)؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٣٧٠؛ وله أو لوشيم بن طارق في لسان العرب ٢/ ٩٩ (نصت)؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤/ ١٣١؛ والخصائص ٢/ ١٧٨؛ وشرح الأشموني ٢/ ٥٣٧؛ وشرح ابن عقيل ص ٥٨؛ وشرح قطر الندى ص ١٤؛ وشرح المفصل ٤/ ٦٤؛ وما ينصرف وما لا ينصرف ص ٧٥).