وللام الجارة اثنان وعشرون معنى
  والمدلول عليه، إذ اللام في الأول للتبيين، واللام المحذوفة لغيره.
  واختلف في قوله تعالى: {أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ ٣٥ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ ٣٦}[المؤمنون: ٣٥ - ٣٦]، فقيل: اللام زائدة، و «ما» فاعل. وقيل: الفاعل ضمير مستتر راجع إلى «البعث» أو «الإخراج» فاللام للتّبيين. وقيل: «هيهات» مبتدأ بمعنى البعد، والجار والمجرور خبر.
  وأما قوله تعالى: {وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ}[يوسف: ٢٣] فيمن قرأ بهاء مَفْتُوحَة وياء ساكنة وتاء مفتوحة أو مكسورة أو مضمومة، فـ «هيت»: اسْمُ فعل، ثم قيل: مسماه فعل ماض أي: تهيأت، فاللام متعلقة به كما تتعلّق بمُسَمَّاه لو صرح به؛ وقيل: مسماه فعل أمر بمعنى «أقبل» أو «تعال»، فاللام للتبيين، أي: إرادتي لك، أو أقول لك. وأما من قرأ: {هَيْتَ} مثل «جِئْتُ»، فهو فعل بمعنى: تهيأت، واللام متعلقة به. وأما من قرأ كذلك ولكن جعل التاء ضمير المخاطب، فاللام للتبيين مثلها مع اسم الفعل،
  بعد تباً، وقوله والمدلول وهي اللام المحذوف بعد ويح قوله: (فقيل اللام زائدة) أي: وهيهات الثاني توكيد للأول قوله: (أو الإخراج) تنويع في التعبير أي المفهوم من قوله مخرجون قوله: (فاللام للتبيين) أي: لتأكيد التبيين لفاعل البعد وقوله فاللام للتبيين أي للفاعل والتقدير إرادتي كائنة لما توعدون فقوله للتبيين أي لتوكيد التبيين لفاعل البعد. قوله: (وقيل هيهات مبتدأ) أي: بناءً على أن أسماء الأفعال لها محل من الإعراب أو مبني على أن هيهات ليس اسم فعل بل مصدر بمعنى البعد قوله: (بمعنى البعد) هذا التفسير ظاهر بناءً على أن هيهات مصدر، وأما على أنها اسم فعل ماض فهو تفسير للمعنى المراد منها وإلا فمدلولها لفظ بعد. قوله: (فهيت اسم فعل) أي: على القراءات الثلاثة وهي مبنية والفتح للخفة والكسر على أصل التقاء الساكنين والضم جبراً بقوته لضعف البناء. قوله: (اسم فعل) أي: اسم مدلوله الفعل قوله: (فاللام للتبيين) أي: لتأكيده لأن فاعل الأمر معلوم لأنه ضمير المخاطب. قوله: (أي إرادتي) أي: فهي متعلقة بمحذوف وليست متعلقة بهيت ولا بأقبل لأن كلا منهما لازم لا يتعدى لا بنفسه ولا بالحرف.
  قوله: (أو أقول لك) الأولى الاقتصار على الأول لأن هذا يقتضي أن اللام للتبليغ. قوله: (وأقول لك) أشار به إلى أن لام التبيين إما أن يقدر في جملتها الإرادة فتكون الجملة اسمية أو أقول لك فتكون فعلية وعليه فتقدير السؤال لمن تقول قوله: (مثل جئت) هي وما بعدها قراءتان لهشام وقوله مثل جئت أي لفظاً لا معنى قوله: (فاللام للتبيين) أي: لتأكيد تبيين الفاعل وذلك لما قالت هئت أي تهيأت كأنه قيل لمن تريدين خطابه فأجابت بقوله إرادتي لك أي وليست متعلقة بالفعل لأنه ينحل المعنى تهيأت لنفسك ولا معنى له، ويلزم عليه تعدية فعل المتصل لضميره المتصل. قوله: (مثلها مع اسم الفعل) أي: على ما