تنبيه - «إن زيدا لقام، أو ليقومن»
  النافية، ولهذا صارت لازمة بعد أن كانت جائزة، اللهم إلا أن يدل دليل على قصد الإثبات، كقراءة أبي رجاء: {وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}[الزخرف: ٣٥] بكسر اللام، أي: لِلَّذِي، وكقوله [من البسيط]:
  ٣٨٠ - إِنْ كُنْتُ قَاضِيَ نَحْيِي يَوْمَ بَيْنِكُمُ ... لَوْ لَمْ تَمُنُوا بِوَعْدِ غَيْرِ تَوْدِيعِ و
  يجب تركها مع نفي الخبر كقوله [من الطويل]:
  قوله: (ولهذا) أي: لأجل كونها دافعة للبس قوله: (إلا أن يدل دليل) أي: فلا تلزم. قوله: (بكسر اللام) أي فهي لام الجر لا الابتداء لأنها مفتوحة ولا يصح في الآية النفي لأنه ينحل المعنى إن السقف من ذهب والسرر ونحوها ليس متاع الحياة الدنيا مع أنها متاع الدنيا بدليل قوله لجعلنا لمن يكفر بالرحمن الخ. قوله: (للذي الخ) أي: وصدر الصلة محذوف للطول أي لطول الصلة المضاف إليه أي للذي هو متاع الخ، وبهذا اندفع ما يقال إن حذف صدرة الصلة شاذ كما في قراءة من قرأ تماماً على الذي أحسن بالرفع، وحاصل الدفع أنه لا شذوذ في آية الزخرف لطول الصلة بالمضاف إليه ووصفه دون آية الإنعام. قوله: (للذي) أي: ثابت للذي هو متاع الحياة الدنيا وهو من ثبوت الجزئي للكلي وذلك لأن الإشارة لسقف الفضة وما معه، ولعل الأحسن إن متاع مبتدأ والخبر محذوف منه العائد أي للذي متاع الحياة الدنيا له وقد جر العائد بمثل ما جر الموصوله وعبر بما وهي لغير العاقل إشارة لخسافة عقل بني الدنيا.
  قوله: (إن كنت) أي: إني كنت فالمعنى على الإثبات قوله: (إن كنت قاضي الخ) هذا من شواهد ترك اللام الفارقة مع الإهمال لعدم الإلباس إذ المعنى على كنت قاتل نفسي لو لم تمنوا بوعد صادق من يوم فراقكم وجواب لو محذوف دل عليه ما قبله وهو مثبت بدلالة المقام ولو كان منفياً لأختل النظام وفسد الكلام قوله: (نحبي) النحب المدة والوقت والبين الفرق وقوله غير توديع استثناء منقطع. قوله: (لو لم تمنوا الخ) اعلم أن جواب لو محذوف بدلالة قوله إن كنت قاضي الخ عليه والمعنى لو لم تمنوا بوعد لكنت قاضي نحبي أي كنت أموت فالمعنى على الإثبات ولا يصح النفي لأنه ينحل المعنى لو لم تمنوا لا ننفي موتي مع أن القصد الإثبات، وإذا كان الجواب مثبتاً فليكن دليله وهو قوله إن كنت الخ مثبتاً قوله: (ويجب تركها مع نفي الخبر) أي: لأنه يظهر مع الثبوت ولا يظهر كون إن نافية وإنه من نفي النفي لا مكان للتعبير بالثبوت ابتداء لقلة نفي النفي فاستغنى عنها مع ما يلزم في كثير من أدوات النفي كلا ولن وليس ولم ولما من اجتماع لامين وهو ثقيل.
٣٨٠ - التخريج: البيت بلا نسبة في (شرح شواهد المغني ٢/ ٦٠٤).
اللغة: نحبي: أجلي. بينكم: فراقكم. تمنوا: تتكرموا.
المعنى: لو لم تعدوني باللقاء بعد الوداع لقضيت أجلي، ومت، يوم فراقكم.