تنبيه - اعتراض «لا» بين الجار والمجرور في نحو «غضبت من لا شيء»،
  إن التقدير: على حب العراق؛ فحذف الخافض ونصبَ ما بعده بوصول الفعل إليه، ولم يجعل من باب «زيداً ضربته» لأنَّ التقدير: لا أطعمه، وهذه الجملة جواب لـ «آليت» فإن معناه حلفت، وقيل: لها الصدر مطلقاً وقيل: لا مطلقاً، والصواب الأول.
  الثاني من أوجه «لا»: أن تكون موضوعة لطلب التَّرْكِ، وتختص بالدخول على المضارع، وتقتضي جزمه واستقباله، سواء كان المطلوب منه مخاطباً، نحو: {لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ}[الممتحنة: ١]، أو غائباً، نحو: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ}[آل عمران: ٢٨]، أو متكلماً، نحو: «لا أَرَيَنَّكَ ههنا» وقوله [من البسيط]:
  ٤٠٤ - لا أَعْرِفَنْ رَبْرَباً حُوراً مَدَامِعُهَا ... [مُرَدَّفَاتٍ عَلَى أَعْجَازِ أَكْوَارِ]
  قوله: (بوصول الفعل إليه) أي فهو منصوب على نزع الخافض. قوله: (ولم يجعله من باب زيد أضربته) أي: من باب الاشتغال. قوله: (وذلك جواب لآليت) أي: ولا في جواب القسم لها الصدر فلا يعمل ما بعدها فيما قبلها وما لا يعمل لا يفسر لا عاملاً وهذا معنى قوله: ولهذا قال سيبويه الخ. قوله (وقيل لها) أي: للا النافية. قوله: (مطلقاً) أي: كانت واقعة في جواب القسم أو لا قوله: (الأول) وهو القول بالتفصيل. قوله: (الثاني من أوجه لا) أي: الثلاثة. قوله: (لطلب الترك) أي: وهي المسماة بلا الناهية. قوله: (أو غائباً أو متكلماً) عطف على مخاطباً ولكن فيه العطف بعد همزة التسوية بأو أنه خطأ عند المصنف كما سبق في أم وإنما يعطف عنده بعد همزة التسوية بأم لا بأو اهـ قال الدماميني: وقد اتفقت النسخ التي حضرت بالدرس عند إقرائي لهذا الكتاب بالقاهرة المحروسة بجامعها الأزهر على ثبوت أو هنا مرتين وهي عشر نسخ أو أكثر منها ما هو مقروء على صاحبنا الشيخ محب الدين ولد المصنف ومنها ما يقال أنه معتنى بتصحيحه. قوله: (لا يتخذ المؤمنون) لا ناهية ويتخذ فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين والمؤمنون فاعل قوله: (لا أينك الخ) فقد طلب المتكلم من نفسه أنه لا يرى المخاطب في ذلك المكان القريب. قوله: (لا أعرفن الخ) تمامه:
  مردفات على أعقاب أكوارِ
  قوله: (لا أعرفن ربربا الخ) الربرب: القطيع من بقر الوحش استعاره للنسوة والحور
٤٠٤ - التخريج البيت للنابغة الذبياني في (ديوانه ص ٧٥؛ وشرح التصريح ٢/ ٢٤٥؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٢٥؛ والكتاب ٣/ ٥١١؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٤٤١؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص ٢٥١).
شرح المفردات: الربرب: القطيع من بقر الوحش مدامع حور عيون شديد بياضها وسوادها. دوار ما استدار من رمل.
المعنى: يقول: لا تكونوا في مكان تُسبى فيه نساؤكم اللواتي يشبهن البقر الوحشي في جمال العيون.