حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (لو) على خسمة أوجه:

صفحة 135 - الجزء 2

  وتحرير ذلك أن تعلم أن خاصية «لو» فرضُ ما ليس بواقع واقعاً، ومن ثم انتفى شرطها في الماضي والحال لما ثبت من كون متعلقها غير واقع. وخاصية «إنْ» تعليق أمر بأمر مستقبل محتمل، ولا دلالة له على حكم شرطها في الماضي والحال؛ فعلى هذا قوله: «ولو باتت بأطهار» يتعيَّن فيه معنى «إنْ»، لأنه خبر عن أمر مستقبل محتمل، أما استقباله فلان جوابه محذوف دلَّ عليه «شَدُّوا»، و «شَدُّوا» مستقبل لأنه جواب إذا، وأما احتماله فظاهر؛ ولا يمكن جعلها امتناعيّة، للاستقبال والاحتمال، ولأن المقصود تحقق ثبوت الظهر لا امتناعه، وأما قوله: «ولو تلتقي - البيت»، وقوله: «ولو أن ليلى - البيت» فيحتمل أن «لو» فيهما بمعنى «إنْ»، على أن المراد مجرد الإخبار بوجود ذلك عند وجود هذه الأمور في المستقبل؛ ويحتمل أنها على بابها وأن المقصود فرضُ هذه الأمور واقعة والحكم عليها مع العلم بعدم وقوعها.

  والحاصل أن الشرط متى كان مستقبلاً محتملاً، وليس المقصود فرضه الآن أو فيما مضى، فهي بمعنى «إنْ»، ومتى كان ماضياً أو حالاً أو مستقبلاً، ولكن قُصِدَ قوله:


  قوله (وتقرير ذلك) أي: توضيح ذلك. قوله: (ومن ثم) أي: من أجل فرضها ما ليس بواقع واقعاً حكمنا بانتفاء شرطها المفروض وقوعه في الماضي، وإنما حكمنا بانتفاء شرطها لما ذكر من فرضها ما ليس بواقع واقعاً لما ثبت الخ فقوله: لما ثبت علة للمعلل مع علته، أو للعلية قوله: (في الماضي) أي: المفروض وقوعه في الماضي أو الحال. قوله: (من كون متعلقها) أي: ما علقت عليه قوله: (بأمر مستقبل محتمل) أي: حصول الأمر المعلق عليه في المستقبل وعدم حصوله. قوله: (على حكم شرطها) أي: من كونه منفياً أو مثبتاً قوله: (في الماضي) أي: المفروض وقوعه في الماضي. قوله: (لأنه خبر الخ) أي: وحينئذ فالمناسب له إن قوله: (محتمل) أي: للثبوت والنفي. قوله: (وأما احتماله فظاهر) أي: لأن الخبر ما احتمل الصدق والكذب. قوله: (للاستقبال) أي: لأجل الاستقبال والإخبار المنافي ذلك للمضي والامتناع الذي في لو. قوله: (تحقق ثبوت الطهر) أي: ولو على سبيل الاحتمال لئلا ينافي ما قبله ثم لا حاجة لهذا التعلل مع قبله. قوله: (على أن) أي: بناء على أن المراد الخ.

  قوله: (بوجود ذلك) أي: الجواب الثاني وهو سلامه عليها وارتياح صدى صوته من صدى صوتها. قوله: (عند وجود هذه الأمور) أي: المعلق عليها. قوله: (والحكم عليها) أي: بترتب الجواب وقوله: مع العلم بعدم وقوعها، أي: الأمور المعلق عليها. قوله: (محتملاً) أي: للوقوع وعدمه. قوله: (فرضه الآن) أي: فرضه واقعاً الآن. قوله: (الآن) لعل الحال بالتبع للمضي وإلا فأصل وضع لو المضي. قوله: (أو فيما مضى الخ) ولا شك ان المستقبل في قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ}⁣[الأنعام: ٢٧] وفي قوله: