حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

والرابع: أن تكون للثمني

صفحة 139 - الجزء 2

  واختلف في «لو» هذه؛ فقال ابن الضَّائع وابن هشام: هي قسم برأسها لا تحتاج إلى جواب كجواب الشرط، ولكن قد يُؤْتَى لها بجواب منصوب كجواب «ليت». وقال بعضهم: هي «لو» الشرطية أشربت معنى التمني، بدليل أنهم جَمَعُوا لها بين جوابين، جواب منصوب بعد الفاء، وجواب باللام، كقوله [من الوافر]:


  انه الصواب بحرف العطف عطف على قوله قبل:

  لبيت تخفق الأرياح فيه ... أحب إلى من قصر منيف

  وكلب ينبح الطرق عنى ... أحب إلى من قط ألوف

  ولبس عباءة البيت وبعده:

  وبكر يتبع الأظعان صعب ... أحب إلى من بغل زفوف

  وخرق من بنى عمي نجيب ... أحب إلى من علج عنيف

  الخرق السخي من الرجال والعلج الشديد؛ وقيل: ذو اللحية ولا يقال للغلام إذا كان أمرد علج ويروى عجل عليف أي: سمين ويروى غليف بالمعجمة أي: يغلف لحيته بالغالية وبعد الأبيات:

  وأصوات الرياح بكل فج ... أحب إلى من نقر الدفوف

  وأكل كسيرة من كسر بيتي ... أحب إلى من أكل الرغيب

  خشونة عيشة في البيت أشهى ... إلى نفسي من العيش الطريف

  فما أبغى سوى وطني بديلا ... وحسبي ذاك من وطن شريف

  ولما قالت تلك الأبيات طلقها معاوية وألحقها بأهلها. قوله: (وتقر عيني) منصوب بأن مضمرة والمصدر المؤول عطف على المصدر الصريح وهو لبس عباءة. قوله: (واختلف في لو هذه) أي: التي للتمني. قوله: (قسم برأسها) أي: لا شرطية ولا مصدرية. قوله: (ولكن قد يؤتى لها بجواب) أي: وقد لا يؤتى لها بجواب. قوله: (منصوب بعد الفاء) نظراً لإشرابها معنى التمني. قوله: (كقوله) أي: المهلهل أخو كليب


= ص ١٥٧؛ وخزانة الأدب ٨/ ٥٢٣؛ والرد على النحاة ص ١٢٨؛ ورصف المباني ص ٤٢٣؛ وشرح الأشموني ٣/ ٥٧١؛ وشرح ابن عقيل ص ٥٧٦؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٣٤٤؛ وشرح قطر الندى ص ٦٥؛ وشرح المفصل ٧/ ٢٥؛ والصاحبي في فقه اللغة ص ١١٢، ١١٨؛ والكتاب ٣/ ٤٥؛ والمقتضب ٢/ ٢٧).

اللغة والمعنى: العباءة: الرداء الواسع. تقرّ عيني: تطمئنّ أو يرتاح بالي. الشفوف: الثوب الرقيق الناعم.

تقول: إن لبس العباءة مع راحة البال أحب إليها من لبس الثياب الناعمة التي تلبسها المتحضرات، وفي قلبها فراغ.