حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (لو) على خسمة أوجه:

صفحة 140 - الجزء 2

  ٤٢٥ - فَلَوْ نُبِشَ المَقَابِر عَنْ كُلَيْبِ ... فَيُخَبَر بالذنائِبِ أَي زِيرِ

  بِيَوْمِ الشَّعْثمَيْن لَقَرَّ عَيْناً ... وَكَيْفَ لِقَاءُ مَنْ تَحْتَ القُبُورِ؟

  وقال ابن مالك: هي «لو» المصدرية أغنَتْ عن فعل التمني، وذلك أنه أورد قول الزمخشري: وقد تجيء «لو» في معنى التمنّي في نحو: «لَوْ تأتيني فتحدثني»، فقال: إن أراد أن الأصل: «وددت لو تأتيني فتحدثني»، فحذف فعل التمني لدلالة «لو» عليه، فأشبهت «ليت» في الإشعار بمعنى التمنّي فكان لها جواب كجوابها فصحيح، أو أنها حرف وضع للتمني كـ «ليت» فممنوع؛ لاستلزامه منع الجمع بينها وبين فعل التمني


  الذي اسمه الزير واسم أخيه المهلهل؛ قيل: امرؤ القيس، وقيل: عدي وإنما لقب بالمهلهل؛ لأنه أول من هلهل الشعر وطوله وهما، أي؛ كليب وأخوه المهلهل من أولاد ربيعة بن الحرث بن تغلب بن وائل والمهلهل خال امراء القيس بن حجر الكندي، وقال الأبيات لما أخذ بثأر أخيه كليب، وقد كان قتله جساس بن مرة في ناقة خالته البسوس وفي ذلك حرب بين بكر ووائل المشهور فجساس من بكر وكليب من وائل. قوله: (فلو نبش) أي: ليتها نبشت قوله (أي زير) بالنصب حال من كليب والاستفهام للتعظيم أي: حال كونه شجاعاً عظيماً وقوله: بالذنائب بمعنى في والذنائب اسم موضع بنجد فيه ثلاث هضبات به قبر كليب والزير بالكسر كثير الزيارة للنساء وهو كليب فأقيم الظاهر مقام المضمر وقوله: بيوم متعلق بيخبر ويوم الشعثمني حرب قال البكري هما شعثم وشعيث ابنا معاوية بن عامر بن ذهل بن ثعلبة. قوله: (أغنت عن فعل التمني) أي: فهي عند وجود فعل التمني معها تكون مصدرية، وإذا حذف فعل التمني كانت لو مفيدة للتمني. قوله: (وذلك) أي: وبيان قوله بذلك الخ، أي؛ فهو لم يصرح بذلك. قوله: (في معنى التمني) في بمعنى باء الملابسة أي: ملتبسة بمعنى التمني. قوله: (أو انها) عطف على أن الأصل أي إن أراد أن الأصل الخ، وإن أراد أنها الخ. قوله: (لاستلزامه) أي: جعلها موضوعة.


٤٢٥ - التخريج: البيتان للمهلهل بن ربيعة في (الأصمعيات ص ١٥٤، ١٥٥؛ والأغاني ٥/ ٣٢، ٤٩؛ وأمالي القالي ٢/ ١٣١؛ وتذكرة النحاة ص ٧٢؛ وجمهرة اللغة ص ٣٠٦، ٧١٢، ١٠٦٤؛ وخزانة الأدب ١١/ ٣٠٥؛ والرد على النحاة ص ١٢٥؛ وسمط اللآلي ص ١١٢؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٥٤؛ ولسان العرب ١/ ٣٩٣ (ذنب)؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٤٦٣؛ وبلا نسبة في الاشتقاق ص ٣٣٨ (البيت الأول فقط)؛ والجنى الداني ص ٢٨٩؛ وشرح الأشموني ٣/ ٥٩٧ (البيت الأول فقط)).

اللغة: الذنائي: موضع بنجد فيه قبر كليب. الزير: كثير الزيارة للنساء الشعثمين: هما شعثم وعبد شمس ابنا معاوية، وقد قتلهما في ذلك اليوم. كليب كليب وائل، وهو أخو المهلهل.

المعنى: ليتني أستطيع كشف قبر أخي كليب، لأخبره كيف قتلت الشعثم وعبد شمس، ليعرف من أنا، ويسر وهو ثاو في قبر. ترى كيف يكون لقاء الموتى؟!