حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (لو) على خسمة أوجه:

صفحة 144 - الجزء 2

  وَنُبِّئْتُ لَيْلَى أَرْسَلَتْ بِشَفَاعَةٍ ... إِلَيَّ فَهَلأ نَفْسُ لَيْلَى شفيعها

  وقال الفارسي: هو من النوع الأوّل، والأصل لو شَرِقَ حلقي هو شرق، فحذف الفعل أولاً والمبتدأ آخراً، وقال المتنبي [من الطويل]:

  ٤٣٠ - ولو قلم القيتُ في شِقّ رأسِهِ ... من الشقم ما غَيَّرت من خط كاتبِ

  فقيل: لحن، لأنه لا يمكن أن يقدر: ولو ألقي قلم؛ وأقول: روي بنصب «قلم» ورفعه، وهما صحيحان، والنصب أوْجَهُ بتقدير: لو لابَسْتُ قلماً، كما يقدر في نحو: «زيداً حبست عليه» والرفع بتقدير فعل دل عليه المعنى، أي: ولو حصل قلم، أي: ولو لوبس قلم، كما قالوا في قوله [من الطويل]:


  شاذ. قوله: (فهلا نفس ليلى شفيعها) صدره:

  ونبئت ليلى أرسلت بشفاعةِ

  إلى قوله: (من النوع الأول) أي: فهي فاعل بفعل محذوف. قوله: (والأصل لو شرق الخ) هذا في البيت لأول والأصل في الثاني لو ثبت في طيهة أحلام كذا قيل وخرج بعضهم هذه الأبيات على حذف كان الشأنية والجملة الإسمية الموجودة في محل نصب خبر لكان وهذا موجود في كل تركيب وقعت فيه لو قبل مبتدأ قوله: (في شق) بفتح الشين الفرجة، أي الشق الموجود في رأس القلم وبكسرها أي: جهة رأسه والمعنى على كل حال إني إذا وضعت في رأس القلم أو في شقه فإني لا أغير خط الكاتب بذلك القلم لأني فنيت بالمرة فأنا أدق من الشعرة التي تغير الخط إذا وضعت في الشق، أو جاءت على رأسه. قوله: (والنصب أوجه) قال الدماميني إن قلت شرط المنصوب في الاشتغال جواز الابتداء به لو رفع، قلت: المسوغ موجود بناءً على أن النكرة في سياق الشرط تعم كما ذهب إليه بعض الأصوليين. قوله: (دل عليه المعنى) أي: وهو حصل أو لوبس لكن إن قدرته حصل كان قلم فاعلاً، وإن قدر لويس كان قلم نائب فاعل. قوله: (كما حصل قلم) أي: وجد وثبت قلم وهذا عام، أي: وجد على أي حالة فوصفه بعد بقوله ألقيت في شق رأسه. قوله: (كما قالوا في قوله) أي: قول الشاعر وهو ذو الرمة وقبله:

  أقول لها إذ شمر الليل واستوت ... بها البيد واشتدت عليها الحرائر

  إذا ابن أبي موسى

  البيت والخطاب لناقة الشاعر والأبيات من قصيدة مطلعها:


٤٣٠ - التخريج: (ديوانه ١/ ٢٧٦).

اللغة: الشق الفرجة «الفتحة» السقم: المرض.

المعنى: لقد أنحلني المرض، حتى صرت أدق من شعرة، فلو وضعت في رأس ريشة، لما غيرت خطها.