وهنا مسائل
  ٤٢٨ - لَوْ بِغَيْرِ الْمَاءِ حَلْقِي شَرِقٌ ... كُنْتُ كالغصَّان بالماءِ أَعْتِصَاري
  وقوله [من البسيط]:
  ٤٢٩ - لَوْ فِي طُهَيَّةَ أَحْلاَمٌ لما عَرَضُوا ... دُونَ الذي أنا أزميه وَيَرْميني
  واختلف فيه، فقيل: محمول على ظاهره وإن الجملة الاسمية وليتها شذوذاً كما قيل في قوله [من الطويل]:
  قوله: (بغير الماء) جار ومجرور متعلق بالخبر فهو في نية التأخير، وقوله: حلقي مبتدأ وشرق خبر فقد وقع بعد لو اسم هو في الظاهر مبتدأ وما بعده خبر وقبل البيت:
  أبلغ النعمان عني مألكا ... أنه قد طال حبسي وانتظاري
  والبيتان لعدي بن زيد وقد حبسه النعمان بن المنذر والمألك بميم مفتوحة فهمزة ساكنة فلام مضمومة الرسالة، فلما وصلت الأبيات للنعمان خنقه أول خنقاً قتل عربي عنده نساء حساناً فذهب زيد بن عدي المقتول لكسرى ووشى له في النعمان وقال له إن عنده نساء حساناً فخطب بعض بناته أو أخواته فتحيل النعمان في الرد فكتب له كسرى أن أقبل فلما أقبل رماه تحت أرجل الفيلة فمات. قوله: (اعتصاري) أي: إزالة غضتي أي: وقد شرقت بالماء فحينئذ أزيله بأي شيء. قوله: (في طهية) خبر وقوله أحلام مبتدأ فقد وليها اسم في الظاهر مبتدأ؛ لأن الأصل في المبتدأ التقديم، وفي الخبر التأخير، فإن تأخر المبتدأ كان مقدماً في النية والتقدير قوله: (أرميه) بفتح الهمزة من رمى. قوله: (كما قيل في فهلا الخ) أي: فهلا أداة تحضيض وهي يجب دخولها على جملة فعلية فدخولها هنا على الجملة الاسمية
٤٢٨ - التخريج البيت لعدي بن زيد في (ديوانه ص ٩٣؛ والأغاني ٢/ ٩٤؛ وجمهرة اللغة ص ٧٣١؛ والحيوان ٥/ ١٣٨، ٥٩٣؛ وخزانة الأدب ٨/ ٥٠٨، ١١/ ١٥، ٢٠٣؛ والدرر ٥/ ٩٩؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٥٨؛ والشعر والشعراء ١/ ٢٣٥؛ واللامات ص ١٢٨؛ ولسان العرب ٤/ ٥٨٠ (عصر)، ٧/ ٦١ (غصص)، ١٠/ ١٧٧ (شرق)؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٤٥٤؛ وبلا نسبة في الاشتقاق ص ٢٦٩؛ وتذكرة النحاة ص ٤٠، والجني الداني ص ٢٨٠؛ وجواهر الأدب ص ٢٦٣؛ وشرح الأشموني ٣/ ٦٠١؛ وشرح التصريح ٢/ ٢٥٩؛ وشرح عمدة الحافظ. ص ٣٢٣؛ والكتاب ٣/ ١٢١؛ وهمع الهوامع ٢/ ٦٦).
اللغة: شرق: غص بالماء. الغصان من غص بالطعام الاعتصار: شرب الماء قليلاً قليلاً.
المعنى: إذا غصصت بطعام، أزيله بالماء، أما إذا غصصت بالماء، فبماذا أزيله؟!
٤٢٩ - التخريج: البيت لجرير في (ديوانه ص ٥٥٨؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٥٠).
اللغة: طهية: حي من تميم نسبوا لأمهم طهية بنت عبد شمس. أحلام: جمع حلم وهو العقل. عرضوا: تدخلوا. أرميه: أهجوه.
المعنى: لو كان في بني طهية رجل عاقل، لما سمح لهم بدخول حرب التهاجي بين الفرزدق الذي يهجوني، وبيني وأنا أهجوه.