حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

وهنا مسائل

صفحة 151 - الجزء 2

  وقد ورد جواب «لو» الماضي مقروناً بـ «قَدْ» وهو غريب، كقول جرير [من الكامل]:

  ٤٤٠ - لَوْ شِئْتِ قَدْ نَفَعَ الْفُؤَادُ بِشَرْبَةٍ ... تَدَعُ الحَوَائِمَ لا يَجُدْنَ غَلِيلاً

  ونظيره في الشذوذ اقتران جواب «لولا» بها، كقول جرير أيضاً [من البسيط]:

  كَانُوا ثَمَانِينَ أوْ زَادُوا ثَمانية ... لوْلاَ رَجَاؤُكَ قَد قلْتُ أوْلادِي

  قيل: وقد يكون جواب «لو» جملة اسميَّة مقرونة باللام أو بالفاء، كقوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ}⁣[البقرة: ١٠٣]، وقيل: هي جواب لقسم مقدر، وقول الشاعر [من الكامل]:

  ٤٤١ - قَالَتْ سَلَامَةُ: لَمْ يَكُنْ لَكَ عَادَةٌ ... أَنْ تَشْرُكَ الأَعْدَاءَ حَتَّى تُعْذَرا

  لَوْ كانَ قَتْلُ يَا سَلامُ فَرَاحَةٌ، ... لكن فرَرْتُ مخافة أَنْ أُوسَرَا


  قوله: (قد نقع) بالقاف أي: سقى والحوائم العواطش تحوم على الماء وقوله: يجدن بضم الجيم لغة اهـ أمير. قوله: (قد نفع الفؤاد) يقال نقع الماء العطش سكنه والضمير المستكن في نقع عائد على الثغر أو الريق وفي الكلام حذف مضاف، أي: لو نقع ريقك عطش الفؤاد أي: لو سكن ريقك عطش الفؤاد والحوائم العطاشى والغليل حرارة العطش اهـ دماميني. قوله: (عادة) خبر يكن مقدماً ولك متعلق به وأن تترك مؤول بمصدر اسم يكن والكلام على حذف همزة الاستفهام الإنكاري أي: ألم يكن ترك الأعداء عادة لك حتى تعذر. قوله (فراحة) أي: فهو راحة فالفاء داخلة على جملة اسمية جواب


٤٤٠ - التخريج البيت لجرير في (الدرر ٥/ ١٠٣؛ وشرح شواهد الشافية ص ٥٣؛ ولسان العرب ٣٦١/ ٨ (نقع)؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٥٩١؛ وليس في ديوانه؛ وهو للبيد بن ربيعة في شرح شافية ابن الحاجب ١/ ٣٢؛ وللبيد أو جرير في لسان العرب ٣/ ٤٤٥ (وجد)؛ وبلا نسبة في سرّ صناعة الإعراب ٢/ ٥٩٦؛ وشرح الأشموني ٣/ ٨٨٥؛ وشرح المفصل ١٠/ ٦٠؛ والمقرب ٢/ ١٨٤؛ والممتع في التصريف ١/ ١٧٧، ٢/ ٤٢٧؛ والمنصف ١/ ١٨٧؛ وهمع الهوامع ٢/ ٦٦).

اللغة: نقع: روى وشفى. الحوائم: العطاش الحائمات حول الماء. يجدن: يصبن. الغليل: حرارة العطش، وهنا شدة الشوق.

المعنى: لو شئت، شفيتني بوصلك من ريق يشفي أمثالي من المشوقين ويبعد عنهم شدة الوجد.

٤٤١ - التخريج: البيتان لعامر بن الطفيل في (شرح أبيات المغني ٥/ ١١٦؛ وليسا في ديوانه؛ وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص ٧٣؛ والدرر ٥/ ١٠٢؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٦٧؛ وهمع الهوامع ٢/ ٦٦).

اللغة: العذر: هو تبرير لما أوقع اللوم بصاحبه.

المعنى: سألته سلامة: ما هو عذرك هذه المرة لتبرر به فرارك من الحرب فأجابها: لو كنت على يقين من الموت أو الفوز، لما فررت ولكنه الخوف من الأسر وذله.