· (لولا) على أربعة أوجه:
  إلا أن الفعل أضمر، أي: لولا عَدَدْتم، وقول النحويين: «لولا تعدون» مردود؛ إذ لم يُرِدْ أن يَحُضُهم على أن يَعُدُّوا في المستقبل، بل المراد توبيخهم على ترك عده في الماضي، وإنما قال: «تعدّون» على حكاية الحال؛ فإن كان مراد النحويين مثل ذلك فحسن.
  وقد فُصِلَت من الفعل بـ «إذ»، و «إذا» معمولين له، وبجملة شرطية معترضة؛ فالأول نحو: {وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ}[النور: ١٦]، {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا}[الأنعام: ٤٣]؛ والثاني والثالث نحو {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ٨٣ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ ٨٤ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ ٨٥}[الواقعة: ٨٣ - ٨٥]، {فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ٨٦ تَرْجِعُونَهَا}[الواقعة: ٨٦ - ٨٧]، المعنى: فَهَلاً ترجعون الروح إذا بلغت الحلقوم إن كنتم غير مدينين، وحالتكم أنكم تشاهدون ذلك، ونحن أقرب إلى المحتضر منكم بعلمنا، أو بالملائكة، ولكنكم لا تُشاهدون ذلك، و «لولا» الثانية تكرار للأولى.
  الرابع: الاستفهام، نحو: {لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ}[المنافقون: ١٠]، {لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ}[الأنعام: ٨]. قاله الهروي، وأكثرهم لا يذكره، والظاهر أن الأولى للعرض، وأن الثانية مثل: {لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ}[النور: ١٣].
  شعره فقال جرير ليس الفخر في عقر النوق والجمال إنما الفخر بقتل الشجعان والأبطال. قوله: (لولا الكمي) أي: هلا عددتم أفضل مجدكم قتل الكمى المقنع. قوله: (وقول النحويين لولا تعدون) أي: وقول النحويين إن التقدير لولا تعدون. قوله: (إذ لم يرد) أي: الشاعر. قوله: (على حكاية الحال) أي: ففرض عدهم الواقع في الماضي حاصلاً في الحال فعبر عنه بالمضارع. قوله: (فإن كان مراد النحويين) أي: بالفعل الذي قدروه حكاية الحال. قوله: (من الفعل) أي: الموبخ على عدمه، وقوله: بإذ وإذا أي: مع المضافة إليهما قوله: (معمولين) أي: حال كونهما معمولين للفعل المتأخر عنهما.
  قوله: (فلولا إذ جاءهم الخ) أي: فهلا تضرعوا حين جاءهم بأسنا، أي: ما كان ينبغي لهم عدم التضرع حين جاءهم بأسنا فلولا للتوبيخ والموبخ عليه عدم التضرع حين مجيء البأس أي: العذاب ففيه فصل بين لولا وبين الفعل الموبخ عليه بإذ المعمولة لذلك الفعل قوله: (غير مدينين) في نسخة مربوبين وفي نسخة مجزيين، وهذا تفسير لمدينين. قوله: (لولا أخرتني) أي: هل أخرتني والاستفهام هنا بعيد. قوله: (لولا أنزل عليه ملك) أي: هل أنزل الخ. قوله: (لا يذكره) أي: لا يذكر الاستفهام من معاني لولا. قوله: (ان الأولى) أي: ان لولا الواقعة في الآية الأولى. قوله: (وأن الثانية) أي: وحينئذ فلا تكون لولا للاستفهام فيهما. قوله: (مثل لولا جاؤوا الخ) أي: فهي للتوبيخ بدليل أن الآتي