· (لو) على خسمة أوجه:
  الإبدال، فالجواب أنَّ الإبدال يقع بعد ما فيه رائحة النفي، كقوله [من البسيط]:
  ٤٤٥ - [وَبالصَّرِيمَةِ مِنْهُمْ مَنْزِلٌ خَلَقَ] ... عَافِ تَغَيَّرَ إلا النُّؤْيُ وَالْوَتِدُ
  فرفع لما كان «تغيَّر» بمعنى: لم يبقَ على حاله. وأدق من هذه قراءة بعضهم {فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ}[البقرة: ٢٤٩] لما كان «شربوا منه» في معنى: فلم يكونوا منه، بدليل {فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي}[البقرة: ٢٤٩]، ويوضح لك ذلك أن البدل في غير الموجبِ أرْجَحُ من النصب. وقد أجمعت السبعة على النصب في {إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ}[يونس: ٩٨] فدلّ على أن الكلام مُوجَب، ولكن فيه رائحة غير الإيجاب، كما في قوله:
  عَافِ تَغَيَّرَ إلا النُّؤيُ وَالْوَتِدُ
  ***
  النصب فتعين أن لولا للنفي. قوله: (بعدما فيه رائحة النفي) أي: كما يقع بعد النفي الحقيقي وقوله بعد ما فيه رائحة النفي أي: والتوبيخ فيه رائحة النفي؛ لأنه يقتضي عدم وقوع الموبخ عليه قوله: (النؤى) بضم النون وسكون الهمزة والجمع بكسر النون وكسر الهمزة وشد الياء والنؤى حفرة حول الخباء لئلا يدخله المطر والصربة كل رملة انصرمت عن معظم الرمل. قوله: (لما كان تغير) لما بالتشديد أي: حين - كان ويصح أن يكون بالتخفيف على أن ما مصدرية، أي: لكون. قوله: (وأدق من هذا) أي: في مراعاة رائحة النفي وإنما كان أدق؛ لأنه ليس ظاهراً في النفي ولا يعلم النفي إلا مما قبله بخلاف تغير، فإنه ظاهر في النفي.
  قوله: (في معنى فلم يكونوا الخ) أي: فهو كلام فيه منفي النفي فصح الرفع على الإبدال بعده. قوله: (ويوضح لك ذلك) أي: ما ذكر من الجواب عن الآية. قوله: (وقد اجتمعت السبعة الخ) أي: فاجتماعهم على النصب يدل على الإيجاب، ولا يسلم ذلك الاحتجاج ولكن مع كون هذا الكلام موجباً فيه رائحة النفي فصح قراءة الرفع وهذا أعني قوله وقد اجتمعت الخ هو محط الجواب عن الاحتجاج فكان الأحسن في الجواب أن يقول والجواب أنه قد اجتمعت الخ ويحذف ما قبله قوله: (رائحة غير الإيجاب) أي: فلذلك جاز الرفع.
٤٤٥ - التخريج: البيت للأخطل في (ديوانه ص ١١٤؛ وشرح التصريح ١/ ٣٤٩؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٧٠؛ وشرح عمدة الحافظ ٣٨٠؛ والمقاصد النحوية ٣/ ١٠٣؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني ١/ ٢٢٨).
شرح المفردات: الصريمة: اسم مكان. خلق: بال. عافٍ: دارس مهجور. النؤي: الحفرة حول الخيمة، تمنع دخول الماء إليها.
المعنى: يقول: إن البيت الذي كانت تسكنه في الصريمة قد تهدّم ولم يبق منه إلا النؤي والوتد.