حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (لم): حرف جزم لنفي المضارع وقلبه ماضيا،

صفحة 162 - الجزء 2

  وخُرِّجًا على أن الأصل «نَشْرَحَنْ» و «يُقْدَرَنْ» ثم حُذِفت نون التوكيد الخفيفة، وبقيت الفتحة دليلاً عليها؛ وفي هذا شذوذان: توكيد المنفي بـ «لَمْ»، وحذف النون لغير وقف ولا ساكنين. وقال أبو الفتح: الأصل: «يُقْدَرْ» بالسكون، ثم لما تجاورت الهمزة المفتوحة والراء الساكنة - وقد أجْرَتِ العربُ الساكن المجاور للمحرك مجرى المحرك، والمحرك مجرى الساكن، إعطاء للجارِ حكم مجاوره - أبدلوا الهمزة المحركة ألفاً، كما تُبدل الهمزة الساكنة بعد الفتحة، يعني ولزم حينئذ فتح ما قبلها؛ إذ لا تقع الألف إلا بعد فتحة؛ قال: وعلى ذلك قولهم: «الْمَرَاة»، و «الْكَماة»، بالألف، وعليه خرج أبو علي قول عبد يغُوثَ [من الطويل]:


  بضم الهمزة والجماعة والأقارب والصليفاء تصغير الصلفاء وهي الأرض الصلبة وهو يوم من أيام العرب، والظرف متعلق بمحذوف، أي: لولا وجود فوارس يوم الخ ولا يصح تعلقه بلم يوفون؛ لأن ما في حيز الجواب لا يتقدم عليه قوله: (توكيد المنفي بلم) أي: مع أنه لا يؤكد المنفي بها بل المنفي بلا لشبهها بالناهية. قوله: (وقال أبو الفتح) هذا تخريج ثان للبيت، وأما الآية فليس فيها إلا التخريج الأول. قوله: (والمحرك) أي: وأجروا المحرك المجار الساكن مجرى للساكن قوله: (ولزم حينئذ) أي: حين قلبت الهمزة ألفاً فتح ما قبلها أي فتحه بالفعل بعد ما كان قبل ذلك ساكناً لكن في حكم المحرك، أي: ثم أبدلت الألف همزة متحركة لالتقائها ساكنة. الميم ولا بد من هذا هنا أيضاً، وإن كان المصنف قد أخل بذلك لكن ذكره بعد قوله: (المرأة والكماة بالألف) أي: في قولهم المرأة بالهمز ضد الرجل والكمأة بالهمز وهو نبت معلوم. قوله: (عبد يغوث) هو ابن وقاص من شعراء الجاهلية فارس سيد لقومه من بني الحارث بن كعب وكان قائدهم إلى بني تميم في يوم الكلاب الثاني أسره غلام أهوج من بني عمير بطن من بني تيم بن عبد شمس فانطلق به إلى أهله فقالت له أم الغلام من أنت قال أنا سيد القوم فضحكت وقالت قبحك الله من سيد حيث أسرك هذا الأهوج وفي ذلك يقول:

  وتضحك مني شيخة عبشمية كأن لم ترا قبلي الخ

  ومطلع القصيدة:

  ألا لا تلوماني كفى اللوم ما بيا ... فما لكما في اللوم خير ولا ليا

  ألم تعلما أن الملامة نفعها ... قليل وما لومي أخي من شماليا

  أقول وقد شدوا لساني بنسعة ... أمعشر تيم أطلقوا من لسانيا

  فيا راكبا أما عرضت فبلغن ... نداماي من نجران أن لا تلاقيا

  الشمال واحد الشمائل الصفات والنسعة سير مضفور وعرضت تعرضت وظهرت أو جئت لعروض مكة وما حولها ونجران مدينة.