حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (لما): على ثلاثة أوجه

صفحة 168 - الجزء 2

  المتوقع وغيره. مثالُ المتوقع أن تقول: «ما لي قمتُ ولم تقم»، أو «ولما تقم»، ومثال غير المتوقع أن تقول ابتداء: «لم تقم»، أو «لما تقم».

  الخامس: أن منفي «لما جائز الحذف لدليل، كقوله [من الوافر]:

  ٤٥٧ - فَجِئْتُ قُبُورَهُمْ بَداً، وَلمَّا، ... فَنَادَيْتُ الْقُبورَ فَلَمْ يُجِبْنَهُ

  أي: ولما أكُنْ بَداً قبل ذلك، أي: سَيّداً، ولا يجوز «وصلْتُ إلى بغداد ولم» تريد ولم أدخلها، فأما قوله [من الكامل]:

  ٤٥٨ - احْفَظْ وَدِيعَتَكَ الَّتِي أَسْتُودِعْتَهَا ... يَوْمَ الأَعَازِبِ، إِنْ وصَلْتَ وَإِنْ لَمِ فضرورة.

  وعلة هذه الأحكام كلّها أن «لم» لنفي «فَعَلَ»، و «لما» لنفي «قد فَعَلَ».


  قوله: (مثال المتوقع الخ) أي: إذا كنت متوقعاً قيام مخاطبك عند قيامك فقمت ولم يقم هو فتقول له أنا قمت فلم تقم فقد نفت المتوقع في الماضي أو تقول أنا قمت ولما تقم فهي كذلك نفت القيام المتوقع في الماضي. قوله: (ما لي قمت الخ) أي: لأن التعجب من العدم تقتضي توقع الثبوت. قوله: (ان منفي لما جائز الحذف) والعلة في ذلك أن لما لنفي قد فعل، وقد يجوز حذف مدخولها كما في:

  لما تزل برحالنا وكأن قدْ

  أي: قد زالت ومنفي لم فعل فليس قد موجودة كما في قد فعل حتى يصح الحذف في منفيها قوله: (بدأ) أي: سيداً أي: جئت قبورهم حال كوني سيداً وقوله: ولما أي: ولم أكن قبل ذلك سيد أي أن السيادة إنما حصلت لي بعد موتهم، وأما قبل فكنت معكوساً غير سيد اهـ تقرير دردير، وكأن التوقع والاتصال بالحال هنا باعتبار وقت القبلية المقدر فتدبر. قوله: (أن لم لنفي فعل) أي: لأن فعل معناه حصل فعل في الزمان الماضي


٤٥٧ - التخريج: البيت بلا نسبة في (الأشباه والنظائر ٤/ ١١٣؛ وخزانة الأدب ١٠/ ١١٣، ١١٧؛ والدرر ٤/ ٢٤٥، ٥/ ٦٩؛ وشرح الأشموني ٣/ ٥٧٦؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٨١؛ والصاحبي في فقه اللغة ص ١٤٩؛ ولسان العرب ١٢/ ٥٥٤ (لمم)؛ وهمع الهوامع ٢/ ٥٧).

اللغة: البدء: السيد.

المعنى: لقد صرت سيد قومي ولكن ... بعد موتهم!؟ فخاطبتُ القبور، وما من مجيب، فهل أنا سيد وعلى من؟!

٤٥٨ - التخريج: البيت لإبراهيم بن هرمة في (ديوانه ص ١٩١؛ وخزانة الأدب ٩/ ٨ - ١٠؛ والدرر ٥/ ٦٦؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٨٢؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٤٤٣؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٤/ ١١٤؛ وجواهر الأدب ص ٢٥٦، ٤٢٤؛ والجني الداني ص ٢٦٩؛ وشرح الأشموني ٣/ ٢٥٦، ٤٢٤ وهمع الهوامع ٢/ ٥٦).