· (لو) على خسمة أوجه:
  هي في قراءة التخفيف الفارقة بين «إن» النافية والمخفَّفة من الثقيلة، وليس كذلك؛ لأن تلك إنما تكون عند تخفيف إن وإهمالها و «ما» زائدة للفصل بين اللامين كما زيدت الألف للفصل بين الهمزتين في نحو {أَأَنْذَرْتَهُمْ}[البقرة: ٦]، وبين النونات في نحو: «اضْرِبْنَان يا نسوة»، وقيل: وليست موصولة بجملة القسم لأنها إنشائية، وليس كذلك، لأن الصلة في المعنى جملة الجواب، وإنما جملة القسم مسوقة لمجرد التوكيد ويشهد لذلك قوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ}[النساء: ٧٢] لا يقال: لعل «مَنْ» نكرة أي: لفريقٌ ليبطئن؛ لأنّها حينئذ تكون موصوفة، وجملة الصفة كجملة الصلة في اشتراط الخبرية.
  وأما المركبة من كلمتين فكقوله [من الكامل]:
  وإن كان ذلك الوجه قليلاً. قوله: (فيهما) أي: في القراءتين. قوله: (وما زائدة) أي: على كلا القراءتين. قوله: (بين) اللامين) أي: لام الابتداء الداخلة على ما ولام القسم الداخلة على الفعل. قوله: (في نحو أنذرتهم) أي: في قراءة من مد الهمزة الأولى. قوله: (وليست) أي: ما موصولة وهذا مقابل لقوله: وما زائدة قوله: (بجملة القسم) أعني: أقسم والله ليوفينهم؛ لأن اللام موطئة للقسم والأصل والله ليوفينهم. قوله: (لأنها إنشائية) أي: والجملة الإنشائية لا تكون صلة للموصول إذ صلته لا تكون إلا خبرية. قوله: (وليس كذلك) أي: وليس هذا القول مثل ذلك، أي: ما في الواقع، وذلك لأن الجملة القسمية إذا جعلت صلة كانت الصلة منها في المعنى جملة الجواب وهي خبرية وأما جملة القسم فهي إنما سيقت لمجرد التوكيد.
  قوله: (جملة الجواب) أي: وجواب القسم هو قوله: ليوفينهم، وحاصل هذا الرد أنا لا نسلم أن الصلة هي فعل القسم وجوابه كما لاحظ المعترض بل الصلة خصوص جوابه وهو خبري قوله: (وإنما جملة القسم) أي: فعل القسم المقدرة هنا، أعني: أقسم والله وإنما أكدت مع عدم ذكرها؛ لأن المقدر كالثابت. قوله: (لمجرد التوكيد) أي: فصح كون ما في الآية موصولة. قوله: ويشهد لذلك أي: لكون ما اسم موصول. قوله: (لمن ليبطئن) أي: فمن موصولة واللام في ليبطئن موطئة للقسم أي: أقسم والله ليبطئن فصلة الموصول هو جواب القسم عني ليبطئن لا الجملة القسمية أعني فعله وجوابه؛ لأن فعل القسم إنشاء والصلة لا تكون إلا خبرية قوله: (لا يقال لعل من نكرة) أي: فلا يصح الاستشهاد به وقوله: لأنها علة لعدم القول قوله: (في اشتراط الخبرية) أي: وما هنا أعني ليبطئن خبرية. قوله: (رديه) هو أمر من الورود. قوله: (ظرف له) أي: لأدع. قوله: (فيسأل حينئذ) أي: فإذا علمت ما ذكر من الجواب فيسأل وحينئذ ويقال كيف الخ.