وبنى على ذلك ابن المعتز قوله [من البسيط]:

  ٤٦٩ - مَرَّتْ بِنَا سَحَراً طَيْرٌ، فَقُلْتُ لَهَا: ... طُوبَاكِ، يَا لَيْتَنِي إِيَّاكِ، طُوبَاكِ

  والأول عندنا محمول على حذف الخبر، وتقديره: أقبلَتْ، لا تكون، خلافاً للكسائي لعدم تقدّم «إنْ» و «لَوْ» الشَّرطِيَّتين، ويصحُ بيتُ ابن المعتز على إنابة ضمير النصب عن ضمير الرفع.

  وتقترن بها «ما» الحرفية فلا تُزِيلُها عن الاختصاص بالأسماء، لا يقال: «ليتما قام زيد» خلافاً لابن أبي الربيع وطاهر القزويني؛ ويجوز حينئذ إعمالها لبقاء الاختصاص، وإهمالها حَمْلاً على أخواتها، ورَوَوْا بالوجهين قول النابغة [من البسيط]:

  قَالَتْ: أَلَا لَيْتَمَا هَذَا الْحَمَامُ لَنَا ... إِلَى حَمَامَتِنَا أَوْنِصْفُهُ فَقَدِ

  قوله: (وبنى الخ) أي: أن ابن المعتز لما أراد عمل هذه القصيدة بنى هذا البيت الذي قاله على هذا القول، فالضمير في قوله لابن المعتز. قوله: (يا ليتني) أي: فالياء ضمير نصب اسمها وكذلك إياك ضمير نصب خبرها قوله: (له لا تكون) أي: لا تقديره يكون قوله: (لعدم تقدم الخ) أي: وكان إنما تحذف مع اسمها ويبقى خبرها بعد إن ولو. قوله: (لعدم تقدم الخ) قد يقال هما شرط للكثرة لا لأصل حذفها قال في «الخلاصة»:

  ويحذفونها ويبقون الخبر ... وبعد إن ولو كثيراً ذا اشتهر

  قوله: (عن ضمير الرفع) أي: فالأصل يا ليتني أنت قوله: (فلا تزيلها عن الاختصاص بالأسماء) أي: بخلاف لعل وإن وكل أخواتها، فإن ما تزيلها عن الاختصاص. قوله: (ليتما قام زيد) أي: لما يلزم عليه من دخولها على الجملة الفعلية. قوله: (وطاهر القزويني) بالطاء المهملة أي: وخلافاً لطاهر القزويني القائلين بجواز دخول ليت على الجملة الفعلية إذا اقترنت بما قوله: (ويجوز حينئذ) أي: حين اقتران ما الحرفية بها.

  قوله: (ورووا بالوجهين) هما رفع الحمام على أن ما كافة لليت عن العمل وهذا

= ملحق ديوانه ٢/ ٣٠٦؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٩٠؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٤/ ٢٦٢؛ والجني الداني ص ٤٩٢؛ وجواهر الأدب ص ٣٥٨؛ وخزانة الأدب ١٠/ ٢٣٤، ٢٣٥؛ والدرر ٢/ ١٧٠؛ ورصف المباني ص ٢٩٨؛ وشرح الأشموني ١/ ١٣٥؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٤٣٤؛ وشرح المفصل ١/ ١٠٤؛ والكتاب ٢/ ١٤٢؛ وهمع الهوامع ١/ ١٣٤).

المعنى: ليت الزمان يعود بي القهقرى إلى أيام الشباب ولكن هيهات هيهات.

٤٦٩ - التخريج: البيت لابن المعتز في (ديوانه ٢/ ٤٠٩؛ وخزانة الأدب ١٠/ ٢٣٥، ٢٣٦.

اللغة: السحر: قبل الفجر. طوبى لك أو طوباك: هنيئاً لك.

المعنى: رأيت في السحر طيراً، فأحببتها وتمنيت لو تبادلنا الكينونة والمقام.