حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (لعل): حرف ينصب الاسم ويرفع الخبر

صفحة 182 - الجزء 2

  ٤٧٠ - [فَقُلْتُ: أَدْعُ أُخْرَى وَأَرْفَعِ الصَّوْتَ جَهْرَةً] ... لَعَلَّ أَبِي المغوَارِ مِنكَ قَرِيبُ

  وزعم الفارسي أنه لا دليل في ذلك، لأنه يحتمل أنَّ الأصل: «لعله لأبي المغوار منك جَوَابٌ قريب»، فحذف موصوف «قريب»، وضمير الشأن، ولام «لعلّ» الثانية تخفيفاً، وأدغم الأولى في لام الجر، ومن ثم كانت مكسورة. ومَنْ فتح فهو على لغة من يقول: «المالُ لَزَيْدِ» بالفتح، وهذا تكلف كثير، ولم يثبت تخفيف «لعلّ»، ثم هو محجوج بنقل الأئمة أن الجرَّ بـ «لعلّ» لغة قوم بأعيانهم.

  واعلم أن مجرور «لعلّ» في موضع رفع بالابتداء لتنزيل «لعلّ» منزلة الجار الزائد، نحو: «بِحَسْبِكَ دِرْهَمٌ» بجامع ما بينهما من عدم التعلق بعامل، وقوله «قريب»


  قوله: (لعل الخ) لعل حرف جر شبيه بالزائدة وأبي مبتدأ مرفوع بواو مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بالحرف الذي جلبه حرف الجر الشبيه بالزائدة وقريب خبر منك متعلق به قوله: (أبي المغوار) هو كنية أخي الشاعر مات فرثاه والشاعر هو كعب بن سعد الغنوي وأخوه المرثي اسمه: هرم أو شبيب صدر البيت:

  فقلت ادع أخرى وارفع الصوت جهرة

  وقبله:

  وادع دعا يا من يجيب إلى الندا ... فلم يستجبه عند ذاك مجيبُ

  وبعده:

  يحبك كما قد كان يفعل إنه ... مجيب لأبواب العلا وطلوب

  واستعماله لعل من شدة ولهه واعلم أن الشائع في تعدية استجاب إلى الداعي أن يقال استجاب له، وقد يقال استجابه بمعنى أجابه ومنه البيت الأول وأما في التعدية إلى الدعاء فشائع بدون لام مثل استجاب الله دعاءه ولهذا قيل في البيت إنه على حذف مضاف أي: فلم يستجب دعاءه. قوله: (لا دليل في ذلك) أي: عن جر لعل للمبتدأ. قوله: (لأنه يحتمل الخ). أي: والدليل إذا طرقه الاحتمال سقط به الاستدلال قوله: (منزلة الجار الزائد) أي: فهو حرف جر شبيه بالزائدة، وقوله: بجامع الخ بيان لوجه الشبه.


٤٧٠ - التخريج: البيت لكعب بن سعد الغنوي في (الأصمعيات ص ٩٦؛ وخزانة الأدب ١٠/ ٤٢٦، ٤٢٨، ٤٣٠؛ والدرر ٤/ ١٧٤؛ وسر صناعة الإعراب ص ٤٠٧؛ وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٢٦٩؛ وشرح شواهد المغني ص ٦٩١؛ ولسان العرب ١/ ٢٨٣ (جوب)، ١١/ ٤٧٣ (علل)؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٢٤٧؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص ٣٧٥؛ وشرح الأشموني ١/ ٥٦؛ وشرح التصريح ١/ ٢١٣؛ وكتاب اللامات ص ١٣٦؛ ولسان العرب ١٢/ ٥٥٠ (لمم)؛ وهمع الهوامع ٢/ ٣٣).