حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (لو) على خسمة أوجه:

صفحة 183 - الجزء 2

  هو خبر ذلك المبتدأ، ومثله «لَوْلايَ لكان كذا» على قول سيبويه إن «لولا» جارة، وقولك: «رُبَّ رَجُلٍ يقول ذلك»، ونحوه قوله [من الوافر]:

  ٤٧١ - [فَكَيْفَ إِذَا مَرَرْتَ بِدَارِ قَوْمِ] وَجِيرانٍ لَنَا كَانُوا كِرَامِ

  على قول سيبويه إن «كان» زائدة، وقول الجمهور إنَّ الزائد لا يعمل شيئاً، فقيل: الأصل «هم لنا» ثم وصل الضمير بـ «كان» الزائدة إصلاحاً للفظ، لئلا يقع الضمير المرفوع المنفصل إلى جانب الفعل؛ وقيل: بل الضمير توكيد للمستتر في «لنا» على أن «لنا» صفة لـ «جيران»، ثم وصل لما ذكر؛ وقيل: بل هو معمول لـ «كان» بالحقيقة، فقيل: على أنها ناقصة «لنا» الخبر، وقيل: بل على أنها زائدة وأنها تعمل في الفاعل كما يعمل فيه العامل المُلْغَى، نحو: «زيد ظننت عالم».

  وتتصل بلعل «ما» الحرفية فتكفها عن العمل، لزوال اختصاصها حينئذ، بدليل قوله [من الطويل]:


  قوله: (ان لولا جارة) أي: فهي حرف جر شبيه بالزائد لا تتعتلق بشيء والضمير في محل رفع بالابتداء وكذا القول في رب الخ. قوله: (ونحو قوله) أي: الفرزدق وصدره:

  فكيف إذا مررت بدار قوم

  والجامع بينه وبين ما نحن فيه أن المتصل بكان الزائدة مبتدأ على أول الأقوال التي حكاها المصنف كما أن مجرور لعل ورب ولولا كذلك قوله: (إلى جانب الفعل) أي: هو وكان وقد يقال في القاعدة المقررة ان الضمير لا يتصل إلا بعامله وكان الزائد غير عامله فكيف اتصل بها لاعتذار بإصلاح اللفظ نشأ منه إفساد هذه القاعدة، ثم وقوع المرفوع المنفصل إلى جانب الفعل لا يضر إذا كان لغرض كما في قولك إنما قام فلو أتى هنا بالمنفصل إلى جانب كان الزائدة لغرض التنبيه على زيادتها وأنها غير عاملة لكان مستقيماً اهـ دماميني. قوله: (ثم وصل لما ذكر) أي إصلاحاً للفظ لئلا يقع الضمير المرفوع المنفصل إلى جانب الفعل قوله: (وانها تعمل في الفعل) أي: بناء على قول الجمهور السابق. قوله لزوال اختصاصها أي: بالدخول على الجملة الاسمية وقوله:


٤٧١ - التخريج البيت للفرزدق في (ديوانه ٢/ ٢٩٠؛ والأزهية ص ١٨٨؛ وتخليص الشواهد ص ٢٥٢؛ وخزانة الأدب ٩/ ٢١٧، ٢٢١، ٢٢٢؛ وشرح الأشموني ١/ ١١٧؛ وشرح التصريح ١/ ١٩٢؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٩٣؛ والكتاب ٢/ ١٥٣؛ ولسان العرب ١٣/ ٣٧٠ (كنن)؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٤٢؛ والمقتضب ٤/ ١١٦؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص ١٣٦؛ والأشباه والنظائر ١/ ١٦٥؛ وأوضح المسالك / ٣٥٨؛ وشرح ابن عقيل ص ١٤٦؛ والصاحبي في فقه اللغة ص ١٦١؛ ولسان العرب ١٣/ ٣٦٧ (كون)).

المعنى: يتساءل الشاعر كيف يستطيع أن يمنع دموعه من الانهمار وقد تذكر جيرانه الكرام.