وأما أوجه الحرفية
  أو يكون قد رجع إلى قول سيبويه في «لا رَجُلَ قائم» إن ارتفاع الخبر بما كان مرتفعاً به، لا بـ «لا» النافية؛ وفي الهيتيات للفارسي إذا قيل: «قاموا لا سيما زيد»، فـ «لا» مهمل، و «سي» حال، أي: قاموا غير مماثلين لزيد في «القيام»، ويرده صحة دخول الواو، وهي لا تدخل على الحال المفردة، وعدم تكرار «لا»، وذلك واجب مع المفردة، وأما مَنْ نصبه فهو تمييز ثم قيل: ما نكرة تامة مخفوضة بالإضافة، فكأنه قيل: ولا مثل شيء، ثم جيء بالتمييز، وقال الفارسي: «ما» حرف كاف لـ «سي» عن الإضافة، فأشبهت الإضافة في «عَلى التَّمْرَةِ مِثْلُها زيداً»؛ وإذا قلت: «لا سيما زيد»، جاز جَرُّ «زيد» ورفعه، وامتنع نصبه.
  قوله: (من غير عوض) أي: من غير تنوين عوض مع أن الأسماء التي تقطع عن الإضافة لا بد من تنوينها قوله (وكون خبر لا معرفة) أي: لأنها اسم موصول بمعنى الذي قوله: (قيل وكون خبر لا الخ) أي: قيل ويلزمه كون خبر لا معرفة. قوله: (نكرة موصوفة) أي: فتفسر بشيء ولا تجعل اسم موصول كما فهم المعترض. قوله: (بما كان مرتفعاً) أي: أو لا أي قبل دخول لا وهو المبتدأ وحينئذ فلم تكن لا عاملة في معرفة كما هو الممنوع.
  قوله: (وفي الهيتيات) مسائل أملاها بهيت بلدة على الفرات. قوله: (فلا مهملة) هذا القول يخالف ما تقدم من أن لا عاملة عمل إن وسي اسمها وقوله: إذا قيل قاموا لا سيما زيد أي ومثله لاسيما يوم، وكذا كل تركيب وقوله فلا مهملة أي وهي نافية وسي حال وما زائدة قوله (وهي لا تدخل على الحال المفردة) أي: وقد دخلت في لاسيما زيد ولاسيما يوم قوله: (وذلك) أي: تكرار لا المهملة واجب أي فكان الواجب أن يقال ولاسيما زيد ولا عمرو ولم يقع منهم تكرار فدل ذلك على أن لا غير مهملة بل عاملة وأن سي اسمها. قوله: (وأما من نصبه) أي: يوماً في قوله:
  ولا سيما يوم بداره جلجل
  وهو عطف على قوله ومن رفع يوم. قوله: (وقال الفارسي ما) أي: في حالة نصب كافة فالأصل ولا سي يوم كفته عن بالإضافة فلما زيدت ما بعد سي كفته عن الإضافة ليوم ونصب يوم على التمييز لشبه لمثل سي لمثل في على التمرة مثلها زبداً. قوله: (فأشهت) أي: كفت سي وما قوله الإضافة أي في الكف فكما إن إضافة مثل للضمير كفته عن إضافته لزيد كذلك ما كفت سي عن إضافته ليوم، ثم إن المعروف هنا أن يقولوا بالتميز جيء بالتميز لشبه سي على التمرة الخ. قوله: (مثلما زيداً) أي: فالأصل مثل زيد فلما أضيف مثل للضمير كفته تلك الإضافة عن إضافته لزيد. قوله: (وإذا قلت لاسيما زيد) هذا شروع في الكلام على ما إذا وقع بعد سي معرفتة وما مر كان الواقع بعدها نكرة قوله: (وامتنع نصبه) أي: لأنه حينئذ يكون تمييزاً والتمييز لا يكون معرفة فقوله وامتنع نصبه أي على التمييز لأنه