حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

وأما أوجه الحرفية

صفحة 243 - الجزء 2

  وَنَنْصُرُ مَوْلاَنَا، وَنَعْلَمُ أنهُ، ... كَما النَّاسِ، مَجْرُومٌ عَلَيْهِ وَجَارِمُ

  أو اسماً، كقوله تعالى: {أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ}⁣[القصص: ٢٨]، وقول الشاعر [من الكامل]:

  ٥٢٠ - نَامَ الْخَلِيُّ، وَمَا أُحِسُ رُقَادِي ... وَالهَمْ مُحْتَضَرٌ لَدَيَّ وِسَادِي

  مِنْ غَيْرِ مَا سَقَمِ، وَلَكِنْ شَفَّنِي ... همْ أَرَاهُ قَدْ أَصَابَ فُؤَادِي

  وقوله [من الطويل]:

  [أَلاَ رُبَّ يَوْمٍ صَالحٍ لَكَ مِنْهُما] ... وَلاَسِيَّمَا يَوْمِ بِدَارَةِ جُلْجُلِ

  أي: ولا مثل يوم وقوله: «بدارة» صفة لـ «يوم»، وخبر «لا» محذوف. ومن رفع «يوم» فالتقدير: ولا مثل الذي هو يوم، ثم إن المشهور أن «ما» مخفوضة، وخبر «لا» محذوف، وقال الأخفش: «ما» معرفة، وجوابه أنه قد يُقدر «ما» نكرة موصوفة،


  كافة. قوله: (كما الناس) مجرور بالكاف وما زائدة قوله: (أو اسماً) أي: فلا تكفه عن عمل الجر بالإضافة. قوله: (نام الخلي) هو الخالي من الهم وقوله وما أحسن الخ ما نافية والجملة عطف على ما قبلها قوله (وما أحسن) أي: ما وجدت حسنه والرقاد النوم مطلقاً وقيل بقيد كونه بالليل قوله: (محتضر) بكسر الضاد المعجمة اسم فاعل من حضره الغم واحتضره قوله: (وسادي) إما خبر لمحذوف أي وهو سوادي مثلث الواو كوسادة أي مخدتي وبدل من الياء في لدي قوله: (ولاسيما يوم الخ) صدره:

  ولا بد يوم صالح لك منهما

  قوله: (ولا مثل) أي: فمثل اسم لا وما زائدة غير كافة ويوم مضاف لسي وخبر لا محذوف أي أصلح. قوله: (ولا مثل الذي هو) أي: فما اسم موصول على هذا في محل جر مضافة لسي وخبر لا محذوف. قوله: (ثم المشهور) أي: إنه إذا رفع يوم ففيه أعاريب المشهور منها أن ما مخفوضة بالإضافة وهو الإعراب المتقدم ومقابله ما ذكره بعد. قوله: (إن ما مخفوضة) أي: بالإضافة وقوله ثم المشهور الخ هذا هو القول الذي سبق له والأظهر أن يقول وهذا هو المشهور قوله (وخبر لا) أي: ويؤول مثل بالمماثل بالفتح وحاصل كلامه أنه إذا رفع تجعل اسم لا وما خبرها ويوم خبر لمبتدأ محذوف أي هو يوم وبدارة جلجل نعت ليوم.


٥٢٠ - التخريج: البيتان للأسود بن يعفر في (ديوانه ص ٢٥؛ وخزانة الأدب ١/ ٤٠٦؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٥٥٣، ٧٢٦).

اللغة: الخلي: البعيد عن الهموم والأحزان. الرقاد النوم. محتضر: اسم فاعل من حضر. شفني: أصابني.

المعنى: أسهر من غير مرض، بل حزناً ووجداً، بينما ينام هو قرير العين هاناء البال.