حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

وأما أوجه الحرفية

صفحة 246 - الجزء 2

  البعوضة فما فوقها في الحقارة.

  وزادها الأعشى مرَّتَيْن في قوله [من البسيط]:

  ٥٢١ - إِمَّا تَرَيْنا حُفاةً لاَ نِعَالَ لنَا ... إِنَّا كَذَلِكَ مَا نَخْفَى وَنَنْتَعِلُ

  وأمية بن أبي الصلت ثلاث مرات في قوله [من الخفيف]:

  ٥٢٢ - سَلَعُ ما، ومثله عَشَر ما ... عائل ما، وعالت البيقورا

  وهذا البيت قال عيسى بن عمر: لا أدري ما معناه، ولا رأيتُ أحداً يعرفه، وقال غيره: كانوا إذا أرادوا الاستسقاء في سَنَةِ الْجَذب عقدُوا في أذناب البقر وبين عراقيبها السلع بفتحتين والعُشَر بضمة ففتحة، وهما ضربان من الشجر، ثم أوقدوا فيها النار


  (في قوله إما ترينا الخ) هذا البيت من قصيدته التي أولها:

  ودع هريرة إن الركب مرتحل ... وهل تطيق وداعاً أيها الرجلُ

  قوله: (إما ترينا) جواب إن محذوف أي فهو أمر لا يدوم ويدل عليه قوله إنا كذلك ولا تكون هذه الجملة الاسمية جواباً لعدم اقترانها بالفاء بل أتى بها للدلالة على الجواب المحذوف أو إن الجواب إنا كذلك ولم يقرنه بالفاء مع كونه جملة اسمية لأنه محل ضرورة، وفي البيت شذوذ وهو عدم توكيد الفعل بالنون من إما ترينا والشائع هنا التوكيد مثل فأما ترين من البشر أحداً قوله: (ما نخفي) ما زائدة قوله: (وأمية) أي: وزادها أمية. قوله: (سلع ما) ما زائدة وقوله ومثله عشر ما، ما زائدة وقوله عائل ما أي مثقلة وما زائدة والبيقورا جماعة البقر.: قوله (ضربان من الشجر) فالسلع شجر مر والعشر شجر له صمغ وهو من العضاه قوله: (ثم أوقدوا فيها النار) أي: والحال أن البقر مربوطة. قوله:


٥٢١ - التخريج: البيت للأعشى في (ديوانه ص ١٠٩؛ وخزانة الأدب ١١/ ٣٥١؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٢٦؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٢٩٠).

اللغة: الحفاة: الذين لا ينتعلون النعال.

المعنى يا حبيبة ترينا حفاة إن الحياة كذلك تارة يفقر المرء فيها وتارة يغنى.

٥٢٢ - التخريج: البيت لأمية بن أبي الصلت في (ديوانه ص ٣٦؛ والأزهية ص ٨١؛ والأشباه والنظائر ٦/ ١٠١؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٣٠٥، ٢/ ٧٢٦؛ ولسان العرب ١٥/ ٨٦ (علا)؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٣٢٢؛ ولسان العرب ٤/ ٧٣، (بقر)، ٨/ ١٦١ (سلع)، ١١/ ٤٨٧ (عول)).

اللغة: السلع: والعُشَر ضربان من الشجر وعائل: مُثْقِل والبيقور: البقر، وعالت البيقور: يعني سنة الجدب أثقلت البقر بما حملت من السلع والعُشَر.

المعنى: يريد أنهم في سنة الجدب يجمعون ما يقدرون عليه من البقر، ثم يعقدون في أذنابها، وشعر عراقيبها السلع والعُشَر، ثم يعلون بها في جبل وعر، ويشعلون فيها النار، ويضجون بالدعاء، والتضرع، وكانوا يرون ذلك من أسباب السقيا. كذا في شرح أبيات المغني ٥/ ٢٨٤.