· (من): تأتي على خمسة عشر وجها:
  لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ٧٣}[المائدة: ٧٣] فالمقول فيهم ذلك كلهم كُفَّار.
  الرابع: التعليل، نحو: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا}[نوح: ٢٥]، وقوله [من المتقارب]:
  ٥٢٧ - [تطاول ليلك بالإثمد ... وبات الخلي ولم ترْقد
  وبات وباتت له ليلة ... كليلة ذي العائر الأرمد]
  وذلك من نبإ جاءني ... [وخبرته عن أبي الأسود]
  وقول الفرزدق في علي بن الحسين [من البسيط]:
  ٥٢٨ - يُعْضِي حَيَاءً وَيُغْضَى مِنْ مَهَابَتِهِ، ... [فَمَا يُكَلَّمُ إِلا حِينَ يَبْتَسِمُ]
  قوله (كلهم كفار) أي: وحينئذ فالمعنى ليمسن الذين كفروا الذين هم هؤلاء. قوله: (مما خطاياهم أغرقوا) أي: أغرقوا من أجل خطاياهم. قوله: (وذلك من نبأ) أي: وذلك جاءني من أجل نبأ خير وهو لامراء القيس بن حجر وقيل من عانس الصحابي وقيل لعمرو بن معد يكرب وقبله:
  تطاول ليلك بالأثمد ... ونام الخلي ولم ترقد
  وبات وباتت له ليلة ... كليلة ذي العائر الأرمد
  وذلك من نبأ جاءني ... وخبرته عن أبي الأسود
  العائر قذي العين خاطب نفسه ثم التفت، والأثمد بفتح الهمزة وضم الميم اسم موضع وحكى صاحب «القاموس» فتحها أيضاً كأحمد، وأما الإثمد بكسر الهمزة والميم فحجر يكتحل به والخلي الخالي من الهم وله حال من ليلة لا متعلق بباتت. قوله: (في علي) زين العابدين بن الحسين بن علي كرم الله وجهه. قوله: (يغضي حياء الخ) تمامه:
٥٢٧ - التخريج: الأبيات لامراء القيس في (ديوانه ص ١٨٥؛ والمستقصى ٢/ ٥٠؛ وسمط ٥٣١؛ ومعاهد التنصيص ١/ ١٧١؛ وخزانة الأدب ١/ ٢٨٩؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٥٥٧ ومعجم البلدان ١/ ٩٢ (إثمد)؛ وتاج العروس ٧/ ٤٦٨ (ثمد)).
اللغة: شرح المفردات: تطاول طال أو تمطى الإثمد: حجر يكتحل به، وهنا اسم موضع. الخلي: المطمئن، الخالي من الهموم ترقد تنام العائر: القذى في العين. الأرمد: المصاب بالرمد.
المعنى: يقول: إن ليله كان طويلاً في ذلك المكان، ولم يرقد له جفن، بعكس الخلي الذي نام مطمئناً. وكانت ليلته شبيهة بليلة الأرمد الموجع العينين الذي لا يعرف النوم، وذلك بسبب نبأ جاءني.
٥٢٨ - التخريج: البيت للحزين الكناني (عمرو بن عبد وهيب) في (الأغاني ١٥/ ٢٦٣؛ ولسان العرب ١٣/ ١١٤ (حزن)؛ والمؤتلف والمختلف ص ٨٩؛ وللفرزدق في ديوانه ٢/ ١٧٩؛ وأمالي =