· (مهما) اسم؛ لعود الضمير إليها
  وقليلاً وهذه المقالة سبق إليها ابن مالك غيره، وشدَّد الزمخشري الإنكار على مَنْ قال بها، فقال: هذه الكلمة في عداد الكلمات التي يُحرِّفها مَنْ لا يَدَ له في علم العربيَّة، فيضعها في غير موضعها ويظنّها بمعنى «متى»، ويقول: «مهما جئتني أعطيتك» وهذا من وضعه وليس من كلام واضع العربيَّة، ثم يذهب فيفسر بها الآية فيلحد في آيات الله، انتهى. والقولُ بذلك في الآية ممتنع، ولو صح ثبوته في غيرها؛ لتفسيرها بـ «من آية».
  الثالث: الاستفهام ذكره جماعة منهم ابن مالك، واستدلوا عليه بقوله [من السريع]:
  مَهمَا لِيَ اللَّيْلَةَ مَهْمَا لِيَهُ ... أوْدَى بِنَعْلَيَّ وَسِرْ بَالية
  فزعموا أن «مهما» مبتدأ، و «لي» الخبر، وأعيدت الجملة توكيداً، و «أودى»: بمعنى هلك؛ و «نغلي»: فاعل، والباء زائدة مثلها في {وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا}[الفتح: ٢٨] وغيرها، ولا دليل في البيت؛ لاحتمال أن التقدير «مَة» اسم فعل بمعنى: «اكفف» ثم استأنف استفهاماً بـ «ما» وحدها.
  جملة ما لا يعقل غير الزمان قوله: (كثيراً أو قليلاً) هذا التعميم إنما جاء من عموم الشرط. قوله: (وهذه المقالة) أي: كون مهما للزمان والشرط الخ قصد المصنف بهذا الاعتراض على زعم ابن مالك أن النحويين أهملوها. قوله: (في عداد الكلمات) أي: من جملة الكلمات. قوله: (من لا بد له) أي: لا قدرة له قوله: (ويظنها بمعنى متى) أي: للزمان قوله: (مهما جئتني) أي: أي وقت جئتني فهي بمعنى متى التي هي للزمان.
  قوله: (وهذا من وضعه) أي: جعل مهما للزمان من وضعه لا من واضع العربية. قوله: (فيفسر بها الآية) أي: فيقول إن المعنى في أي زمان تأتنا فيه. قوله: (فيلحد) أي: يكذب قوله: (لتفسيرها بمن آية) أي: وحينئذ فلا يصح تفسيرها بالزمان بعد هذا البيان. قوله: (مهما لي) أي: أي شيء ثبت لي الليلة وقوله مهما ليه توكيد لما قبله، وقوله أودي أي هلك نعلاي وسرباليه فالباء زائدة وقد مر الكلام عليه في حرف الباء وهذا بيت واحد مقفى من بحر السريع من عروضه الأولى المطوبة المكشوفة وضربها الثاني المماثل لها. قوله: (فزعموا إن مهما مبتدأ) أي: إنها اسم استفهام مبتدأ قوله: (والباء زائدة) أي: في الفاعل للتوكيد والتقوية فالمعنى هلك نعلاي هلاكاً شديداً قوياً. قوله: (في كفى بالله شهيداً) أي: كفى الله من جهة الشهادة كفاية قوية قوله: (إن التقدير مه) أي: وحينئذ يكون وصلها في الرسم لأجل الإلغاز، وقوله ثم استأنف الخ أي بقوله ما لي الليلة فقوله ثانياً مهما ليه توكيد على كل حال.
  قوله: (بما وحدها) أي: لا بهما بتمامها كما يدعيه ابن مالك ومن وافقه. قوله: