· (مع): اسم؛ بدليل التنوين في قولك «معا»
  لغة غَنْم وربيعة لا ضرورة خلافاً لسيبويه، واسميتها حينئذ باقية، وقولُ النحاس «إنها حينئذ حرف بالإجماع» مردود.
  وتستعمل مضافة، فتكون ظرفاً، ولها حينئذ ثلاثة معان:
  أحدها: موضوع الاجتماع؛ ولهذا يخبر بها عن الذوات، نحو: {وَاللَّهُ مَعَكُمْ}[محمد: ٣٥].
  والثاني: زمانه نحو: «جِئْتُكَ مَعَ الْعَصْرِ».
  والثالث: مرادفة عند عليه القراءة وحكاية سيبويه السابقتان.
  ومفرده، فَتُنوَّنُ، وتكون حالاً، وقد جاءت ظرفاً مخبراً به في نحو قوله [من الطويل]:
  ٥٤٥ - أفيقوا بَنِي حَرْبٍ وَأَهْوَاؤُنَا مَعاً ... وَأَرْحَامُنَا مَوْصُولَة لَمْ تَقَضْب
  أي: عنده لأن أي: من إذا دخلت عليها كانت بمعنى عند قوله: (لغة غنم) بفتح الغين وسكون النون أبو حي من تغلب بن وائل وعلى لغتها يجوز كسرها قبل سكون بعدها نحو جئت مع الرجل ويسكنوها قبل حركة نحو معك. قوله: (حينئذ) أي: حين سكون عينها مع ينظر ما علة بنائها عندهم هل هو الوضع على حرفين وإن لم يكن الثاني حرف لين أو الافتقار لمعنى المضاف إليه أو عدم التصرف. قوله: (إنها حينئذ) أي: حين التسكين. قوله: (حرف) أي: معناه الاجتماع قوله: (مردود) أي لمجيئها مضافة في هذه الحالة والحرف لا يضاف قال الشاعر:
  فريشي منكم وهواي معكم ... وإن كانت زيارتكم لماما
  قوله: (مضافة) أي: للظاهري والضمير كان لمتكلم أو مخاطب أو غائب سواء كان كل من الظاهر والضمير مفرداً أو غيره. قوله: (أحدها موضع الاجتماع) أي: فهي ظرف مكان تقول جلست: زيداً في مكان الاجتماع بزيد أي مكان اجتمعت مع زيد فيه. قوله: (ولهذا) أي: لكونها بمعنى موضع الاجتماع. قوله: (جئتك مع العصر) أي: وقت العصر فقد علمت أن الفرق بين المعنيين الأولين بالقرائن قوله: (مرادفة عند) أي: إذا جرت بمن قوله: (وعليه القراءة) أي: وعلى هذا المعنى وردت القراءة قوله: (السابقتان) نعت للقراءة وحكاية فالقراءة هذا ذكر من معي والحكاية ذهبت من معه. قوله: (وتكون حالا) نحو جلسنا معاً أي حال كوننا مجتمعين في الجلوس. قوله: (وقد جاءت) أي: حال كونها مفردة منونة. قوله: (أفيقوا بني حرب الخ) أمرهم بترك ما هم عليه من الغفلة وعدم
٥٤٥ - التخريج البيت لجندل بن عمرو في (الدرر ٣/ ١٤٣؛ وشرح شواهد المغني ص ٣٠٧؛ وشرح وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٣٠٧؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٣١٢؛ وهمع الهوامع ١/ ٢١٨)