حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (مع): اسم؛ بدليل التنوين في قولك «معا»

صفحة 287 - الجزء 2

  وقيل: هي حال، والخبر محذوف، وهي في الإفراد بمعنى جميعاً عند ابن مالك، وهو خلاف قول ثعلب: «إذا قلت جاءا جَمِيعاً» احتمل أن فعلهما في وقت واحد أو في وقتين؛ وإذا قلت «جاءا معاً» «فالوقت واحد» اهـ. وفيه نظر، وقد عَادَلَ بينهما من قال [من السريع]:

  ٥٤٦ - كُنْتُ وَيَحْيَى كَيَدَيْ وَاحِدٍ ... نَرْمِي جَميعاً وَنُرامي مَعَا

  وتستعمل معاً للجماعة كما تُستعمل للاثنين، قال [من الطويل]:

  ٥٤٧ - [يُذكِّرْنَ ذَا الْبَت الحزينَ بِبَثهِ] ... إِذَا حَنَتِ الأُولَى سَجَعْنَ لَهَا مَعَا


  الاستعداد فشبه ما هم عليه ذلك بالسكر أو الإغماء وشبه ترك ذلك بالصحو فاستعمل فيه الإفاقة إذ هي زوال السكر ونحوه والأهواء جمع هوى مقصوراً وهو هوى النفس، والواو حالية أي أفيقوا في حال اجتماع أهوائنا قبل أن تتفرق فلا تنفعكم الإفاقة عند تفرقنا لتمكن العدو حينئذ وامتداد طمعه إليكم قوله: (معاً) أي: فمعا خبر عن قوله وأهواؤنا أي أهواؤنا في زمن اجتماعها.

  قوله: (وقيل وهي حال) أي: من الضمير في الخبر المحذوف أي وأهواؤنا كائنة ومستقرة هي حال كونها معاً. قوله: (وهي في الإفراد) أي: في حال إفرادها وعدم إضافتها. قوله: (وفيه) أي: في كلام ثعلب نظر لأنا لا نسلم إن معاً تفيد أن الوقت متحد وإن جميعاً محتمل الاتحاد وعدمه بل هما سواء فدعواه التفرقة دعوى بلا دليل قوله: (عادل) أي: سوى أي المقام يقتضي أي جميعاً ومعاً بمعنى واحد وهو إفادة الحصول في وقت واحد وفيه إن ثعلباً يقول إن جميعاً تحتمل احتمالين ومعاً لا تحتمل إلا احتمالاً واحداً، وما أذكره هنا بناءً على أحد الاحتمالين أي إنها تحتمل أن الفعلين في وقت واحد.

  قوله: (إذا حنت الأولى) أي: الجماعة الأولى وقوله سجعن لها أي الباقيات من


= اللغة: تقضب: تقطع.

المعنى: يا بني أهلي ألا تنبهتم من غفلتكم واجتمعتم في أمركم وتوحدتم بقوتكم، وتواصلت أرحامكم، فلا غالب لكم حينذاك.

٥٤٦ - التخريج: البيت لمحمد المخزومي في ذيل أمالي القالي ص ١٥؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٤٦ ٧٤٧؛ ولمطيع بن إياس في الأغاني ١٣/ ٣٠٨).

المعنى: كنا متعاونين على السراء والضراء وكأننا رجل واحد منقسم في جسدين.

٥٤٧ - التخريج: البيت لمتمم بن نويرة في (ديوانه ص ١١٧؛ وشرح التصريح ٢/ ٤٨؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٥٦٧، ٧٤٧ والشعر والشعراء ١/ ٣٤٥؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص ٧٥؛ وشرح الأشموني ٢/ ٣٢٠؛ والمحتسب ١/ ١٥١).

اللغة: الحنين: صوت الناقة إذا اشتاقت إلى ولدها. سجعن معاً: التقت أصواتهن معاً على طريقة واحدة. =