النون المفردة
  والثاني: كـ «جَنَدِل»، فإن تنوينه عوض من ألف «جَنَادل»، قاله ابن مالك، والذي يظهر خلافه، وأنه تنوين الصرف، ولهذا يجر بالكسرة، وليس ذهاب الألف التي هي عَلَم الجمعية كذهاب الياء من نحو: «جَوارِ» و «غَوَاشِ».
  والثالث: تنوين «كُلِّ» و «بَعْضِ» إذا قطعتا عن الإضافة، نحو: {وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ}[الفرقان: ٣٩]، {فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ}[الإسراء: ٢١]، وقيل: هو تنوين التمكين، رَجَعَ لزوالِ الإضافة التي كانت تعارضه.
  والرابع: اللاحق لـ «إذ» في نحو: {وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ ١٦}[الحاقة: ١٦]، والأصل: فهي يوم إذ انشقت واهية، ثم حذفت الجملة المضاف إليه للعلم، وجيء بالتنوين عوضاً عنها، وكُسرت الذال للساكنين؛ وقال الأخفش: التنوين تنوين التمكين والكسرة إعراب المضاف إليه.
  (٥) وتنوين الترنم، وهو: اللاحق للقوافي المُطْلَقة بدلاً من حرفِ الإطلاق، وهو الألف والواو والياء، وذلك في إنشادِ تميم وظاهر قولهم أنه [تنوين] مُحَصل للترنم، وقد صرح بذلك ابن يعيش كما سيأتي؛ والذي صرح به سيبويه وغيره من
  قوله: (من الألف جنادل) أي: فهو ممنوع من الصرف لوجود صيغة منتهى الجموع فالألف فيه زائدة لأجل الجمع ثم إنه حذف منه الألف فصار جندل، ثم إنه نون عوضاً عن الألف فصار جندل فالمراد من جندل الجمع لا المفرد لأنه لم يوجد مفرد على هذه الصيغة. قوله: (وليس ذهاب الألف الخ) هذا جواب عما يقال أي فرق بين جوار وجندل حيث جعل تنوين جوار تنوين عوض وجعل تنوين جندل تنوين صرف مع أن كلا منهما صيغته في الأصل صيغة منتهى الجموع، وحاصل الجواب أن الألف في جنادل علامة الجمعية فحذفها مخل بها خصوصاً وحذفها اعتباطاً والمحذوف اعتباطاً كالعدم فاختلفت الصيغة فصرف بخلاف حذف الياء في جوار فإنها ليست علامة الجمعية على أنها محذوفة لعلة فالصيغة لم تختلف فكان التنوين لغير الصرف. قوله: (وكلاً ضربنا الخ) أي: كل طائفة وقوله على بعض أي على بعضهم قوله: (اللاحق لإذ) المراد منها جنس الجملة ولو تعددت كما في سورة الزلزلة قوله: (للساكنين) لأن إذ مبنية على السكون والتنوين نون ساكنة. قوله: (المضاف إليه) أعني إذ فإذ عنده معرفة لا مبنية، وقد تقدم رده بقوله:
  نهيتك عن طلابك أم عمرو ... بعافية وأنت إذ صحيح
  فليس قبلها ما تضاف إليه قوله: (المطلقة) أي: الذي آخرها حرف إطلاق أي مد وهي الحروف الثلاثة قوله: (وذلك) أي: لحوق التنوين للقوافي المطلقة بدلاً من حرف الإطلاق في إنشاد أي تعني بني تميم. قوله: (للترنم) أي: التغني. قوله: (والذي صرح سيبويه) أي: فقد وقع خلاف في تسميته قيل لأنه محصل للترنم وقيل لأنه به يحصل قطع