النون المفردة
  المحققين أنه جيء به لقطع الترنم، وأن الترنم وهو التَّغَني يحصل بأحْرُف الإطلاق لقبولها لمد الصوتِ فيها، فإذا أنشدوا ولم يترنّموا جاؤوا بالنون في مكانها ولا يختص هذا التنوين بالاسم، بدليل قوله [من الوافر]:
  ٥٥٩ - [أَقِلي اللَّوْمَ عَاذِلَ وَالْعِتَابَنُ] ... وَقُولِي إِنْ أَصَبْتُ لَقَدْ أَصَابَنُ
  وقوله [من الكامل]:
  أَفِدَ التُرَحْلُ غَيْرَ أَنَّ رِكَابَنَا ... لما تَزُلْ بِرِحَالِنَا وَكَانَ قَدِنْ
  وزاد الأخفش والعروضيون تنويناً سادساً، وسموه الغالي، وهو: اللاحق لآخر القوافي المقيدة، كقول رؤبة [من الرجز]:
  الترنم. قوله: (إنه جيء به لقطع الترنم) أي: فقولهم تنوين الترنم على حذف مضاف أو على حد قولهم قدرية للذين ينفون القدر ويقولون إن الله لم يقدر الأشياء في الأزل وقد انقرضوا وصار القدرية الآن لقباً للمعتزلة لإسنادهم أفعال العبد لنفسه وإثباتهم تأثير القدرة الحادثة. قوله: (ولا يختص الخ) أي: بخلاف الأقسام الثلاثة قبله فإنها مختصة بالاسم. قوله: (وقوله إن أصبت الخ) صدره:
  أقلي اللوم عاذل والعتابن
  وعاذل مرخم وهو لجرير ومن أبيات القصيدة:
  إذا غضبت عليك بنو تميم ... وجدت الناس كلهم غضابا
  قوله: (لقد أصابن) أي: فقد لحق الفعل، وقوله قدن لحق التنوين فيه الحرف. قوله: (لما تزل الخ) هذا عجز بيت للنابغة صدره:
  أفد الترحل غير أن ركابنا
  قوله: (القوافي المقيدة) أي: التي آخرها حرف ليس من حروف الإطلاق. قوله:
٥٥٩ - التخريج: البيت لجرير في (ديوانه ص ٨١٣؛ وخزانة الأدب ١/ ٦٩، ٣٣٨، ٣/ ١٥١؛ والخصائص ٢/ ٩٦؛ والدرر ٥/ ١٧٦، ٦/ ٢٣٣، ٣٠٩؛ وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٣٤٩؛ وسر صناعة الإعراب ص ٤٧١، ٤٧٩، ٤٨٠، ٤٨١، ٤٩٣، ٥٠١، ٥٠٣، ٥١٣، ٦٧٧، ٧٢٦؛ وشرح الأشموني ١/ ١٢؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٦٢؛ وشرح المفصل ٩/ ٢٩؛ والكتاب ٤/ ٢٠٥، ٢٠٨؛ والمقاصد النحوية ١/ ٩١؛ وهمع الهوامع ٢/ ٨٠، ٢١٢؛ وبلا نسبة في الإنصاف ص ٦٥٥؛ وجواهر الأدب ص ١٣٩، ١٤١؛ وخزانة الأدب ٧/ ٤٣٢، ١١/ ٣٧١؛ ورصف المباني ص ٢٩، ٣٥٣؛ وشرح ابن عقيل ص ١٧؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٩٨؛ وشرح المفصل ٤/ ١٥، ١٤٥، ٧/ ٩؛ ولسان العرب ١٤/ ٢٤٤ (خنا)؛ والمنصف ١/ ٢٢٤، ٢/ ٧٩؛ ونوادر أبي زيد ص ١٢٧).
شرح المفردات: أقلّي: خفّفي، أو اتركي عادل ترخيم «عاذلة»، وهي اللائمة. أصبت: أي كنت مصيباً فيما أقول أو أفعل.
المعنى: يقول: خفّفي لومك وعتابك يا لائمتي، واعترفي بصواب ما أقوله إذا ما كنت مصيباً.