حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

الأول: العاطفة

صفحة 331 - الجزء 2

- حرف الواو -

· (الواو المفردة) انتهى مجموع ما يُذكر من أقسامها إِلى أَحَدَ عَشَرَ:

  الأول: العاطفة، ومعناها مُطلق الجمع، فتعطفُ الشيء على مُصَاحِبه نحو: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ}⁣[العنكبوت ١٥]، وعلى سابقه نحو: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ}⁣[الحديد: ٢٦] وعلى لاحِقِه، نحو: {كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ}⁣[الشورى: ٣]، وقد اجتمع هذان في: {وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ}⁣[الأحزاب: ٧]؛ فعلى هذا إذا قيل «قام زيد وعمرو» احتمل ثلاثة معان؛ قال ابن مالك: وكونُها للمعيّة راجح، وللترتيب كثير، ولعكسه قليل، اهـ.

  ويجوز أن يكون بين متعاطفيها تقارب أو تَرَاخِ، نحو: {إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ


  حرف الواو - الواو المفردة

  قوله: (الواو المفردة) هي التي لم يقع قبلها ولا بعدها ألف قوله: (أحد عشر) قال الدماميني إن أراد بمجموع ما ذكر ما ذكره هنا ففيه أنه ذكر هنا خمسة عشر، وإن أراد مجموع ما ذكر صواباً ففيه أنه ثمانية لأنه أبطل من الخمسة عشر سبعة وهي واو الصرف التي ينصب المضارع بعدها وواو رب وواو الثمانية والواو الداخلة على جملة النعت، وواو الإنكار وواو التذكر والواو المبدلة من همزة الاستفهام لأنه قال الصواب أن لا تعد هذه الثلاثة من أقسام الواو وما عدا هذه الأربعة فهو أحد عشر فلا إشكال. قوله: (مطلق الجمع) أي: للجمع لا بقيد معية ولا لاحقية ولا سابقية قوله: (وأصحاب السفينة) أي: فهم مصاحبون لنوح وعطفهم عليه قوله: (وإبراهيم) أي: فقد عطف إبراهيم الذي هو لاحق على السابق الذي هو نوح قوله: (وإلى الذين من قبلك) هو عطف على الضمير في إليك أن الذين من قبله أعني الأنبياء سابقون على نبينا قوله: (وقد اجتمع هذان) أي: عطف السابق على اللاحق والعكس وهذا بناءً على أن كل واحد عطف على ما قبله وقيل الجميع عطف على الأول وعليه فليس في الآية إلا عطف السابق على اللاحق وتظهر فائدة الخلاف في إعادة الخافض في زيد مررت به وبعمرو وبكر ولبعض إذا كان العاطف مرتباً فكل على ما قبله قطعاً. قوله: (فعلى هذا) أي: فعلى ما ذكر من أنها تعطف الشيء على مصاحبه وعلى سابقه ولاحقه. قوله: (ثلاث معان) أي: المعية والتركيب وعكسه. قوله: (راجح) أي: أكثر فهو فوق الكثير. قوله: (تقارب) نحو جاء زيد طلوع الشمس وعمرو غدوة فبينهما تقارب. قوله: (نحو إنا رادوه إليك) هذا مثال لقوله أو تراخ. قوله: