حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

والتاسع: واو الثمانية

صفحة 350 - الجزء 2

  وقوله [من الكامل]:

  ٥٨٧ - وَلَقَدْ رَمَقْتُكَ فِي الْمَجَالِسِ كُلِّهَا ... فَإِذَا وَأَنْتَ تُعِينُ مَنْ يَبْغِينِي

  والتاسع: واو الثمانية، ذكرها جماعة من الأدباء كالحريري، ومن النحويين الضعفاء كابن خَالَوَيْه، ومن المفسرين كالثَّعلبي، وزعموا أن العرب إذا عَدُّوا قالوا ستة، سبعة وثمانية، إيذاناً بأنَّ السبعة عدد تام، وأن ما بعدها عَدَد مستأنف واستدلوا على ذلك بآيات.

  إحداها {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ}⁣[الكهف: ٢٢]، إلى قوله سبحانه: {سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ}⁣[الكهف: ٢٢]، وقيل: هي في ذلك لعطفِ جُملة على جملة؛ إذ التقدير: هم سبعة، ثم قيل: الجميع كلامهم؛ وقيل: العطف من كلام الله تعالى،


  لا يربط بالواو فقوله ينوي حال أي ما بال الخ في حال كونه ناوياً الخ، قال الدماميني ويمكن العطف على محذوف أي يهمل حقي وينوي الخ. قوله: (ولقدر مقتك) الزيادة فيه ظاهرة قوله: (وأنت) الواو زائدة والمعنى فإذا أنت فإذا فجائية وأنت مبتدأ وجملة تعين خبر، وقوله يبغيني أي يقصدني بسوء أو يظلمني، وقوله رمتك أي نظرت إليك.

  قوله: (واو الثمانية) هي الداخلة على لفظ الثمانية حالة سرد العدد فمتى أتى لفظ ثمانية حالة سرد العدد أتى هؤلاء القوم بواو. قوله: (وزعموا أن العرب الخ) في الدماميني أن هذه لغة فصيحة لبعض العرب. قوله: (إذا عدوا) أي من الواحد. قوله: (عدد تام) يقال كذلك غير السبعة فلا خصوصية لها وفي الدماميني توجيه تمام السبعة بأن العدد إما فرد أو مركب من فردين وهو الزوج أو من زوج وفرد أو من زوجين والثلاثة الأول من الثلاثة فإن في ضمنها الواحد والاثنين والأخير من الأربعة ومجموع الثلاثة والأربعة سبعة فتمت بها الأحوال وما يأتي تكرار فالثمانية زوج وزوج قد مضى والتسعة زوج وفرد وهكذا. قوله: (وأن ما بعده عدد مستأنف) أي: فهذه تشبه واو الاستئناف من حيث أن ما بعدها مستأنف لكن لما كانت تدخل إلا على لفظ ثمانية ويصح سقوطها لم تجعل واو الاستئناف. قوله: (العطف جملة الخ) أي: فقوله وثامنهم كلبهم جملة عطف على جملة وسبعة. قوله: (الجميع) أي: جميع الجمل التي فيها الواو والتي ليست فيها. قوله: (وقيل العطف) أي: بالواو وقوله وأن هذا أي قوله وثامنهم كلبهم، وقوله لهذه المقالة أي


٥٨٧ - التخريج: البيت لأبي العيال الهذلي في (الأغاني ٢٣/ ٤٠٠؛ وشرح أشعار الهذليين ١/ ٤٤٢؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٦٥٢).

اللغة: رمق: نظر بغى: اعتدى.

المعنى: أقسم بالله لقد نظرت إليك في كل المجالس التي تجلس فيها وتأملت منك أن تساعدني على من يريدني بسوء، فإذا أنت تساعدهم، وتحاول ظلمي والاعتداء علي.