الثاني عشر: واو علامة المذكرين
  فعله، نحو: {إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ}[يونس: ٩٠] مع أمتناع «قامتِ الزيدون».
  الثاني عشر: واو علامة المذكرين في لغة طياء أو أزد شنوءة أو بَلْحَارث، ومنه الحديث: «يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلائِكَةُ بالليل وملائكة بالنَّهَارِ»، وقوله [من المتقارب]:
  ٥٨٩ - يلُومُونَنِي فِي أَشْتِرَاءِ النَّخِيل ... أهْلِي، فَكُلُهُمُ أَلْوَمُ
  وهي عند سيبويه حرف دال على الجماعة كما أن التاء في «قالت» حرف دال على التأنيث، وقيل: هي اسم مرفوع على الفاعليَّة؛ ثم قيل: إن ما بعدها بدل منها، وقيل: مبتدأ والجملة خبرٌ مقدَّم؛ وكذا الخلاف في نحو «قَامَا أَخَوَاكَ» و «قُمْنَ نِسْوَتُكَ»، وقد تُستعمل لغير العقلاء إذا نزلوا منزلتهم، قال أبو سعيد: نحو «أكَلُونِي الْبَرَاغِيتُ» إذ وصفت بالأكل بالقرص، وهذا سَهُو منه؛ فإن الأكل من صفات
  يجوز تأنيث الفعل لجمع التكسير قوله: (مع امتناع الخ) أي: لأن الزيدون جمع سلامة لم يشبه جمع التكسير فهو باقٍ على أصله قوله: (بلحارث) أي: بني الحرث وأشار بأو إلى أنها روايات ثلاثة قوله: (يتعاقبون) أي: فهو فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم والواو علامة الجمع وملائكة فاعل والأولى تخريجه على غير هذه اللغة لأنها ضعيفة بأن تجعل الواو فاعلاً وملائكة بدلاً أو مبتدأ مؤخراً والجملة خبر. قوله: (يلومونني الخ) جعل هذا من هذه اللغة ظاهر لأنه من كلامهم وشطر البيت الياء من النخيل لأنه من بحر المتقارب فهو مرفوع لتجرده من الناصب والجازم والواو علامة الجماعة وأهلي فاعل قوله: (في اشترائي النخيل) يروى البيت بإضافة الاشتراء للفاعل الذي هو ياء المتكلم كما أنشدناه، ويروى بترك الياء والإضافة للمفعول الذي هو النخيل وألوام أفعل مأخوذ من المبني للمفعول أي وكلهم أكثر ملومية.
  قوله: (وقيل الخ) هذا كلام ضعيف لأن تواطؤا أهل هذه اللغة على الإتيان بالواو والألف يبعد جلعهم لها فاعلات بل الغرض إنما أرادوا العلامات ولو أرادوا غير العلامات لربما نطقوا بدون الألف أو الواو مع أنهم لم ينطقوا أصلاً بدونها، والحاصل أن الذي يحسن تخريجه على هذا القليل إنما هو نحو آية أو حديث أو كلام شاعر فصيح، وأما كلام قوم التزموا ذلك في لغتهم فلا يخرج على هذا القليل بل هو في هذه اللغة قطعاً خلافاً للمخرج لكل كلام على اللغة الجيدة. قوله: (وقد تستعمل) أي: الواو العلامة.
  قوله: (وهذا) أي: قول أبي سعيد إن التنزيل إذا وصفت بالأكل لا بالقرص سهو منه.
٥٨٩ - التخريج: البيت لأمية بن أبي الصلت في (ديوانه ص ٤٨؛ والدرر ٢/ ٢٨٣؛ وشرح التصريح ١/ ٢٧٦؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢/ ٣٦٣؛ وسرّ صناعة الإعراب ٢/ ٦٢٩؛ وشرح الأشموني ١/ ١٧٠؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٧٣؛ وشرح ابن عقيل ص ٢٣٩؛ وشرح المفصل ٣/ ٨٧، ٧/ ٧؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٤٦٠؛ وهمع الهوامع ١/ ١٦٠).