حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

أحدها: أن تكون للإنكار

صفحة 370 - الجزء 2

  أحدها: أن تكون للإنكار، نحو: «أَعَمْرَاه» لمن قال: «رأيت عمراً».

  والثاني: أن تكون للتذكر كـ «رأيت الرَّجُلا».

  وقد مضى أن التحقيق أن لا يُعَدَّ هذان.

  الثالث: أن تكون ضمير الاثنين، نحو: «الزيدان قاما»، وقال المازني: هي حرف، والضمير مستتر.

  الرابع: أن تكون علامة الاثنين، كقوله [من البسيط]:

  ٦٠٠ - أُلفيَتَا عَيْنَاكَ عِنْدَ الْقَفَا ... [أوْلَى فَأَوْلَى لَكَ ذَا وَاقِيه]

  وقوله [من الطويل]:

  [تَوَلَّى قِتَالَ الْمَارِقِينَ بِنَفْسِهِ] ... وَقَدْ أَسْلَمَاهُ مُبْعَد وَحَمِيمُ

  وعليه قول المتنبي [من الكامل]:

  ٦٠١ - وَرَمَى، وَمَا رَمَتَا يَدَاهُ، فَصَابَنِي ... سَهُمْ يُعَذِّبُ، والسِّهامُ تُرِيحُ


  الهاوي. قوله: (أعمراه) الأصل أعمرا أي أنت لقيت عمراً وأنت لم تلقه لكون مثلك لا يراه، وقوله للإنكار أي لزيادته وإلا فالهمزة لأصل الإنكار لأنها للاستفهام الإنكاري. قوله: (للتذكر) أي: إذا نطقت بالكلمة ولم تدر شيئاً بعدها بل نسيته فتأتي بالألف حتى تتذكر ما بعده. قوله: (وقد مضى) أي: في نظيره في مبحث الواو. قوله: (أن لا يعد هذان) أي: من الأوجه التي تأتي لها الألف لأن الباب معقود للحروف الأصلية الموضوعة لمعان والألف في هذين الوجهين غير أصلية بل حاصلة من إشباع الفتحة. قوله: (هي حرف) أي: دال على التثنية قوله: (عيناك) فاعل الفيتا والألف حرف علامة التثنية. قوله: (وعليه الخ) إنما لم يقل، وقال المتنبي إشارة إلى أنه ليس من العرب العرباء المعتد بكلامهم بل هو مولد.

  قوله: (ورمى الخ) يعني أنه نظر إليه فرمى بطرفه سهماً أصاب فؤاده ولم ترم يداه


٦٠٠ - التخريج: البيت لعمرو بن ملقط في (تخليص الشواهد ص ٤٧٤؛ وخزانة الأدب ٩/ ٢١؛ وشرح التصريح ١/ ٢٧٥؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٣٣١؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٤٥٨؛ ونوادر أبي زيد ص ٦٢؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص ١٩؛ وسرّ صناعة الإعراب ٢/ ٧١٨؛ وشرح المفصل ٣/ ٨٨؛ والصاحبي في فقه اللغة ص ١٧٧).

شرح المفردات ألفى الشيء: وجده القفا: مؤخرة العنق. أولى لك: دعاء بالشر والتهديد.

المعنى: يقول هاجياً رجلاً جباناً: لقد وجدت عيناك وكأنهما على قفاك لكثرة تلفتك إلى الوراء، فكن حذراً، فالوقاية خير ملاذ وخير وسيلة للنجاة.

٦٠١ - التخريج: (ديوانه ١/ ٣٦٩).

اللغة: فصابني: أصابني.