حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

الخامس: الألف الكافة

صفحة 371 - الجزء 2

  الخامس: الألف الكافة، كقوله [من الطويل]:

  فَبَيْنَا نَسُوسُ النَّاسَ والأمْرُ أَمْرُنَا ... إِذَا نَحْنُ فِيهِمْ سُوقَةٌ ليس تُنصَفُ

  وقيل: الألفُ بعض «ما» الكافة، وقيل: إشباع، و «بين» مضافة إلى الجملة، ويؤيده أنها قد أضيفت إلى المفرد في قوله [من الكامل]:

  ٦٠٢ - بَيْنَا تَعَانُقِهِ الْكُمَاةَ وَرَوْغِهِ ... يَوْماً أُتِيحَ لَهُ جَرِيءٌ سَلْفَعُ

  السادس: أن تكون فاصلة بين الهمزتين نحو: {أَأَنْذَرْتَهُمْ}⁣[يس: ١٠] ودخولُهَا جائز، لا واجب، ولا فرق بين كون الهمزة الثانية مسهلة أو محققة.

  السابع: أن تكون فاصلة بين النُّونَيْن نون النسوة ونون التوكيد، نحو: «اضْرِبْنَانُ»، وهذه واجبة.

  الثامن: أن تكون لمد الصوت بالمنادى المستغاث، أو المتعجب منه، أو


  على أن هذا السهم الصائب لم يجر على عادة السهام التي ترميها الأيدي لأنها تقتل فتريح من تعب الحياة، وأما هذا السهم الصائب فإنه يعذب دائماً لتهييجه لوعة الغرام اهـ دماميني. قوله: (يداه) فاعل رمتا والألف علامة التثنية. قوله (ورمي) بلحظه سهاماً وقوله فصابني سهم أي من لحاظه، وقوله والسهام أي التي ترمى باليد قوله: (الكافة) أي: عن هذا الإضافة ومن القبيل قوله بينا نحن جلوس عند رسول الله قوله: (قد أضيفت إلى المفرد) أي: وظهر أثرها في الإضافة للمفرد. قوله: (تعانقه) مضاف لبينا. قوله: (مسهلة) أي: كما في قراءة قالون وأبي عمر، وقوله أو محققة أي كما في قراءة هشام. قوله: (وهذه واجبة) أي: لأنك لو لم تأت بها لتوالي الأمثال. قوله: (أو المتعجب منه) ظاهره


= المعنى: رماني المحبوب بسهم من سهام عينيه ولم يرمه بيديه والمعروف أن السهام تقتل من تصيبه فتريحه من الحياة بخلاف هذا السهم، فإنه يعذب دائماً ويهيج نار الوجد والهيام.

٦٠٢ - التخريج: البيت لأبي ذؤيب في (الأشباه والنظائر ٢/ ٤٨؛ وخزانة الأدب ٤/ ٢٥٨، ٧/ ١، ٧٣، ٧٤؛ والدرر ٣/ ١٢٠؛ وسرّ صناعة الإعراب ١/ ٢٥، ٢/ ٧١٠؛ وشرح أشعار الهذليين ١/ ٣٧؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٢٦٣، ٢/ ٧٩؛ وشرح المفصل ٣/ ٣٤؛ ولسان العرب ١٣/ ٦٥ (بين)؛ وبلا نسبة في الخصائص ٣/ ١٢٢؛ ورصف المباني ص ١١؛ وشرح المفصل ٤/ ٩٩؛ وهمع الهوامع ١/ ٢١١).

اللغة: الكماة: جمع كمي وهو المقاتل الذي ستر نفسه بالسلاح. روغه: مصدر راغ أي: مال وحاد عن الشيء. جريء: ذو جرأة سلفع: جسور واسع الصدر.

المعنى: إن هذا البطل الشجاع بينما كان يعانق الشجعان ويروغ عنهم أي يلتحم بهم أحياناً ويبتعد أخرى، قدر له شجاع جسور ذو جرأة فأرداه قتيلاً والمراد أن الشجاع لا تعصمه شجاعته وجرأته من الموت.