حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

التاسع: أن تكون بدلا من نون ساكنة

صفحة 374 - الجزء 2

  «قَبَعْثَرى»، ولا ألف التأنيث كألف «حُبْلَى»، ولا ألف الإلحاق كألف «أرْطَى»، ولا الإطلاق كالألف في قوله [من الرجز]:

  ٦٠٧ - مَا هَاجَ أَشْوَاقاً وَشَجُواً قَدْ شَجَا ... مِنْ طَلَلِ كَالأَتَحَمِي أَنْهَجَا

  ولا ألف التثنية كـ «الزيدان»، ولا ألف الإشباع الواقعة في الحكاية، نحو: «مَنَا» أو في غيرها في الضرورة، كقوله [من الرجز]:

  ٦٠٨ - أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْعَقْرَابِ ... [الشَّائِلَاتِ عُقَدَ الأَذْنَابِ]


  الكلمة لمجرد تكثير حروفها. قوله: (ولا ألف الإلحاق) هي التي تزاد في كلمة لأجل إلحاقها بكلمة أخرى لتثنى تثنيتها وتجمع جمعها فأرطى ملحقة بجعفر. قوله: (كالأتحمي) بفتح الهمزة وسكون المثناة فوق وفتح الحاء المهملة وشد الياء نوع من البرد وأنهجا بلى فصار كالطريق وصدره:

  ما هاج أشواقاً وشجوا قد شجا

  وهو للعجاج منها:

  وفاحما ومرسنا مسرجا

  قوله: (أو في غيرها في الضرورة) أي: أو الواقعة في غير الحكاية. قوله: (أعوذ بالله الخ) تمامه:

  الشائلات عقد الأذناب

  وإنما وصف العقرب وهي مفرد بالجمع لأن الألف واللام للاستغراق فالأفراد مرادة فيجوز رعاية المعنى فيجمع الوصف.


٦٠٧ - التخريج الرجز للعجاج في (ديوانه ٢/ ١٣؛ وتخليص الشواهد ص ٤٧؛ والخصائص ١/ ١٧١؛ وسر صناعة الإعراب ٣/ ٥١٤؛ وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٣٥١؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٩٣؛ وشرح المفصل ١/ ٦٤؛ والكتاب ٤/ ٢٠٧؛ والمقاصد النحوية ١/ ٢٦؛ ولرؤبة في معاهد التنصيص ١/ ١٤؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص ٣٥٤؛ ولسان العرب ٨/ ٢٧ (بيع)).

اللغة: هاج: حرّك. شجاه أحزنه طلل بقايا الديار الأتحمي: البرد اليمني المخطط. أنهجا: بلي، تقول أنهج الثوب إنهاجاً: أخلق وبلى.

المعنى: أي شيء هيج وحرك الأشواق والأحزان المهلكة من آثار الديار الدارسة البالية التي صارت كالبرد اليماني المخطط الآخذ في البلى.

٦٠٨ - التخريج: الرجز بلا نسبة في (رصف المباني ص ١٢؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٩٥؛ ولسان العرب ١/ ٤٦٠ (سبسب).

اللغة: أعوذ: أستجير وأستغيث العقراب يريد العقرب، وهي من الزواحف ذات السموم يطلق على الذكر والأنثى الشائلات الرافعات.

المعنى: أستجير وأستغيث بالله من شرّ الحيوان المسمى عقرباً الحامل في ذنبه عقداً مملوءة سماً.