· (يا): حرف موضوع لنداء
  فقيل: هي للنداء والمنادى محذوف، وقيل: هي لمجرد التنبيه، لئلا يلزم الإجحاف بحذف الجملة كلها، وقال ابن مالك: إن وَلِيَها دعاء كهذا البيت أو أَمْر، نحو: {أَلَّا يَسْجُدُوا}[النمل: ٢٥] فهي للنداء؛ لكثرة وقوع النداء قبلهما، نحو: {يَا آدَمُ اسْكُنْ}[البقرة: ٣٥]، {يَا نُوحُ اهْبِطْ}[هود: ٤٨]، ونحو: {يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ}[الزخرف: ٧٧]، وإلا فهي للتنبيه، والله أعلم.
  تمييز مجرور بمن. قوله: (والصالحين) يروى والصالحون بالواو إما على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه والأصل ولعنة الصالحين وإما على العطف على المحل إذ المجرور قبله لفظاً مرفوع محلاً على أنه فاعل المصدر قوله: (سمعان) بكسر السين وفتحها وكأنه رجل نصراني. قوله: (محذوف) أي: والأصل يا هؤلاء اسجدوا الخ. قوله: (لئلا يلزم الإجحاف) أي: لو جعلت يا للنداء لأن ادعو محذوف وكذلك المنادى لأن فضلات الجملة منها كما هو القول فيما يأتي للمصنف. قوله: (وإلا) أي: بأن لم يلها لا دعاء ولا فعل أمر بل فعل غير أمر نحو:
  يا حبذا جبل الريان من جبل ... وحبذا ساكن الريان من كانا
  أو حرف نحو يا ليتنا نرد.
= ٤٠؛ والكتاب ٢/ ٢١٩؛ واللامات ص ٣٧؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٢٦١؛ وهمع الهوامع ١/ ١٧٤، ٢/ ٧٠).
المعنى: يطلب من الله - جل وعزّ - أن يصيب بلعنته جاره سمعان، ولا يكتفي بطلب لعنة الله، بل يضيف إليها طلب لعنة الصالحين والأقوام كلهم.