حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (يا): حرف موضوع لنداء

صفحة 378 - الجزء 2

  فقيل: هي للنداء والمنادى محذوف، وقيل: هي لمجرد التنبيه، لئلا يلزم الإجحاف بحذف الجملة كلها، وقال ابن مالك: إن وَلِيَها دعاء كهذا البيت أو أَمْر، نحو: {أَلَّا يَسْجُدُوا}⁣[النمل: ٢٥] فهي للنداء؛ لكثرة وقوع النداء قبلهما، نحو: {يَا آدَمُ اسْكُنْ}⁣[البقرة: ٣٥]، {يَا نُوحُ اهْبِطْ}⁣[هود: ٤٨]، ونحو: {يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ}⁣[الزخرف: ٧٧]، وإلا فهي للتنبيه، والله أعلم.


  تمييز مجرور بمن. قوله: (والصالحين) يروى والصالحون بالواو إما على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه والأصل ولعنة الصالحين وإما على العطف على المحل إذ المجرور قبله لفظاً مرفوع محلاً على أنه فاعل المصدر قوله: (سمعان) بكسر السين وفتحها وكأنه رجل نصراني. قوله: (محذوف) أي: والأصل يا هؤلاء اسجدوا الخ. قوله: (لئلا يلزم الإجحاف) أي: لو جعلت يا للنداء لأن ادعو محذوف وكذلك المنادى لأن فضلات الجملة منها كما هو القول فيما يأتي للمصنف. قوله: (وإلا) أي: بأن لم يلها لا دعاء ولا فعل أمر بل فعل غير أمر نحو:

  يا حبذا جبل الريان من جبل ... وحبذا ساكن الريان من كانا

  أو حرف نحو يا ليتنا نرد.


= ٤٠؛ والكتاب ٢/ ٢١٩؛ واللامات ص ٣٧؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٢٦١؛ وهمع الهوامع ١/ ١٧٤، ٢/ ٧٠).

المعنى: يطلب من الله - جل وعزّ - أن يصيب بلعنته جاره سمعان، ولا يكتفي بطلب لعنة الله، بل يضيف إليها طلب لعنة الصالحين والأقوام كلهم.