بأخواتها أحرقاً، ولا بهنَّ أَسماء لـ «أدعو» متحملة لضمير الفاعل، خلافاً لزاعمي ذلك، بل بـ «أدعو» محذوفاً لزوماً. وقول ابن الطَّراوة: النداء إنشاء، و «أدعو» خبر، سَهْرٌ منه بل «أدعو» المقدَّر إنشاء كـ «بعتُ» و «أَقْسَمْتُ».

  وإذا ولي «يا» ما ليس بمُنَادى كالفعل في {أَلَّا يَسْجُدُوا}⁣[النمل: ٢٥]، وقوله [من الطويل]:

  ٦٠٩ - أَلَا يَا اسْقِيانِي بَعْدَ غَارَةِ سِنْجَالِ، ... [وَقَبْلَ مَنَايا عَادِيَاتٍ وَأَوْجَالِ]

  والحرف في نحو: {يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ}⁣[النساء: ٧٣]، «يا رُبَّ كاسِيَةٍ في الدُّنْيَا عَارِيَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، والجملة الاسمية، كقوله [من البسيط]:

  ٦١٠ - يَا لَعْنَةُ اللَّهِ وَالأَقْوامِ كُلِّهِمُ ... وَالصَّالحين على سِمْعَانَ مِنْ جَارِ

  بعض الأحوال ضمت الكثرة لها قوله: (أحرفا) أي: حال كونها أحرفا كما قال بعض إنها أحرف والناصب للمنادى هي. قوله: (أسماء) أي: أسماء أفعال لأدعو فياعنده اسم فعل مضارع. قوله: (بل بأدعو محذوفاً) أي: لقيام حرف النداء مقامه. قوله: (وأدعو خبر) أي: وكيف يقوم الإنشاء مقام الخبر. قوله: (المقدر) أي: المحذوف الذي قام حرف النداء مقامه.

  قوله: (غارة) مضافة لبعد. قوله: (سنجال) اسم موضع بأذربيجان أي اسقياني بعد غارة هذا الموضع أي بعد الوقعة الحاصلة فيه قبل أن يحصل لي الموت وينقضي أجلي فالشاعر كان مطعوناً، وقال ذلك حال ضعفه. قوله: (وقبل منايا عاديات) في نسخة وقبل صروف عاديات وهي نوائب الدهر وأوجال أي خوف وفي نسخة وآجال. قوله: (كاسية) أي: ذات مكسوة. قوله: (يا لعنة الله) لعنة مبتدأ وقوله على سمعان خبر، وقوله من جار

٦٠٩ - التخريج: البيت للشماخ في (ملحق ديوانه ص ٤٥٦؛ وتذكرة النحاة ص ٦٨٧؛ وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٣٢٨؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٩٦؛ وشرح المفصل ٨/ ١١٥؛ والكتاب ٤/ ٢٢٤؛ ومعجم ما استعجم ص ٧٦٠؛ وتاج العروس (سيخل)، وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٣٦٥؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٢٥٦).

اللغة: الغارة: اسم للإغارة وهي الهجوم على العدو. سنجال: قرية من قرى إرمينية. منايا: ج الموت. العاديات: مؤنث العادي وهو الباغي والمتجاوز الحد. آجال: جمع أجل، وهو منية وهي انقضاء مدة العمر.

المعنى: يخاطب الشاعر صديقيه، ويقول: اسقياني قبل هذه الوقعة وقبل هذه المنايا المقدرة، فرضاً منه أنه ربما قتل فيها هو أو أحد أقربائه.

٦١٠ - التخريج: البيت بلا نسبة في (أمالي ابن الحاجب ص ٤٤٨؛ والجنى الداني ص ٣٥٦؛ وجواهر الأدب ص ٢٩٠؛ وخزانة الأدب ١١/ ١٩٧؛ والدرر ٣/ ٢٥، ٥/ ١١٨؛ ورصف المباني ص ٣، ٤؛ وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٣١؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٩٦؛ وشرح المفصل ٢/ ٢٤، =