حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

انقسام الجملة إلى اسمية وفعلية وظرفية

صفحة 385 - الجزء 2

  الضمير إلى الظرف بعد أن عمل فيه.

  وزاد الزمخشري وغيره الجملة الشرطية، والصواب أنها من قبيل الفعلية لما سيأتي.

  تنبيه - مُرادنا بصَدْرِ الجملة المسنَدُ أو المسنَدُ إليه، فلا عِبْرَةَ بما تقدم عليهما من الحروف؛ فالجملة من نحو: «أقائم الزيدان»، و «أزيد أخوك»، و «لعل أباك منطلق»، و «ما زيد قائماً» اسمية، ومن نحو: «أَقام زيد»، و «إن قام زيد»، و «قَدْ قام زيد»، و «هَلاً قُمْتَ» فعليّة.

  والمعتبر أيضاً ما هو صَدْرٌ في الأصل، فالجملة من نحو: «كَيْفَ جاءَ زيد» ومن نحو: {فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ ٨١}⁣[غافر: ٨١]، ومن نحو: {فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ٨٧}⁣[البقرة: ٨٧]، و {خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ}⁣[القمر: ٧] فعلية، لأن هذه في نية التأخير؛ وكذا الجملة في نحو: «يا عبد الله»، ونحو: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ}⁣[التوبة: ٦]، {وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا}⁣[النحل: ٥]، {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ١}⁣[الليل: ١] فعلية لأن صدورها في الأصل أفعال والتقدير: أدعو زيداً، وإن استجارك وخلق الأنعام، وأقسم والليل.


  الدار فهي اسمية. قوله: (بعد أن عمل) أي: الظرف وقوله فيه أي في ذلك الضمير لأن الضمير لا يتصل إلا بعامله فلا بد من ملاحظة العمل بعد الاستتار وتوضيحه أنك إذا قلت زيد استقر في الدار كان في استقر ضمير مستتر معمول له، فلما حذف الفعل وهو استقر صار الضمير خالياً عن عامل فعمل فيه الظرف فانتقل الضمير إليه واستتر فيه لأنه لا يتصل إلا بعامله وقرر الشمني أن قوله بعد أن عمل أي الاستقرار فيه أي أن الضمير بعد أن كان الاستقرار عاملاً فيه لما حذف الاستقرار انتقل للظرف واستتر فيه بعد حذف الاستقرار وجدد العمل فيه للظرف بعد أن كان للاستقرار.

  قوله: (الجملة الشرطية) أي: الواقعة فعل الشرط أي فجعلوا أقسام الجملة أربعة. قوله: (مرادنا بصدر الجملة) أي: في قولنا إن صدرت باسم فهي اسمية، وإن صدرت بفعل فهي فعلية. قوله: (المسند) الأولى أن يقول مرادنا بصدر الجملة المسند أو المسند إليه سواء كان ملفوظاً أو مقدراً فخرجت الفضلات المصدر بها كما خرجت الحروف وهو ظاهر ودخل نحو يا عبد الله الخ، فلو قال هكذا لأغناه عن قوله وأيضاً ما هو صدر في الأصل الخ لأنه يفيد حينئذ أنه غير ما سبق مع أنه ليس كذلك لأن قولنا المسند إليه أو المسند يخرج هذه الأشياء لأنها فضلات. قوله: (اسمية) أي: لأنها مصدرة باسم وهو المسند إليه. قوله: (في نية التأخير) أي: لأنها فضلات قوله: (وإن أحد الخ) أي: إن إن داخلة على فعل محذوف لأن أدوات الشروط لا تدخل إلا على فعل. قوله: (ادعو زيداً) صوابه ادعوا عبد الله. قوله: (وأقسم والليل) في نسخة بالليل والمناسب الموجود هنا لأن نسخة الباء حل معنى فقط.