حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

باب ما يجب على المسؤول في المسؤول عنه

صفحة 388 - الجزء 2

  والزجاج: بيني وبين لقائه يومان، وعند أبي بكر وأبي علي: أَمَدُ انتفاء الرؤية يومان، وعليهما فالجملة اسمية لا محل لها، و «مند» خبر على الأول ومبتدأ على الثاني؛ وقال الكسائي وجماعة: المعنى: مُنْذُ كان يَوْمَانِ، فـ «منذ» ظرف لما قبلها، وما بعدها جملة فعلية فعلها ماض حذف فعلها، وهي في محلّ خفض؛ وقال آخرون: المعنى من الزمن الذي هو يومان، و «مُنْذُ» مركبة من حرفِ الابتداء و «ذو» الطائية واقعة على الزمن، وما بعدها جملة اسمية حُذف مبتدؤها ولا محلّ لها لأنّها صِلة.

  الرابع: «مَاذَا صَنَعْتَ» فَإِنَّهُ يحتمل معنيين؛ أحدهما: ما الذي صنعته؟ فالجملة اسمية قُدِّمَ خبرُها عند الأخفش ومبتدؤُها عند سيبويه؛ والثاني: أي شيءٍ صَنَعْتَ، فهي فعلية قُدِّمَ مفعولُهَا؛ فإن قلت: «مَاذَا صَنَعْتَهُ» فعلى التقدير الأول الجملة بحالها، وعلى الثاني تحتمل الاسمية بأن تقدر «ماذا» مبتدأ، و «صنعته» الخبر، والفعلية بأن تقدر مفعولاً لفعل محذوف على شريطة التفسير، ويكون تقديرُهُ بعد «ماذا»، لأن الاستفهام له الصدر.


  وعلى كل فهو مفرد لا جملة وكان الأولى أن يقول الثالث مذ يومان في نحو الخ لأنه هو الذي يتأتى فيه الجملة الاسمية أو الفعلية والجواب أن المراد يومان مع ما ينضم لها بحيث يصير جملة وإنما لم يقل منذ يومان لأنه لا يصح لأن يومان تارة ينضم لها منذ فيكون جملة اسمية وهذا على القولين الأولين وعلى القول الثالث أن الذي يضم لها كان وعليه فهي جملة فعلية والقول الرابع المنضم لها هو فالجملة اسمية صلة الموصول. قوله: (يبني الخ) أي: فمنذ خبر مقدم ويومان مبتدأ مؤخر. قوله: (أمد انتفاء الرؤية يومان) أي: فأمد مبتدأ وقوله انتفاء الرؤية أخذ من قوله ما رأيته.

  قوله: (وعليهما فالجملة اسمية) قد يقال هي على الأول تحتمل الفعلية إن جعلت المرفوع فاعل استقر محذوفاً لا تكون ظرفية لأن الظرف إذا لم يعتمد لا يعمل. قوله: (فالجملة) أي: جملة منذ يومان وهي جملة ثانية، وأما الجملة الأولى فهي ما رأيته. قوله: (ومنذ خبر) أي: عن يومان على الأول وقوله ومبتدأ على الثاني أي لأنها مؤولة بأمد مبتدأ. قوله: (منذ كان) أي: وجد قوله (لما قبلها) أي: كعدم الرؤية في المثال. قوله: (في محل خفض) أي: بالإضافة للظرف وهو منذ قوله: (واقعة على الزمن) أي: فالذي صفة للزمن. قوله: (قدم خبرها) أي: وهو ما الاستفهامية. قوله: (أي شيء) أي: وعلى هذا فما مركبة مع ذا وجعلا اسماً واحداً للاستفهام بخلاف الوجه الأول فإن ذا عليه موصولة وعائدها محذوف. قوله: (فعلى التقدير الأول) أي من أن ما اسم استفهام خبر مقدم أو مبتدأ وذا اسم موصول خبر أو مبتدأ مؤخر، وقوله بحالها أي من كونها اسمية. قوله: (وعلى الثاني) أي: مع أن ما مركبة مع ذا وجعلا اسماً واحداً للاستفهام. قوله: (ماذا مبتدأ) أي: والمعنى أي شيء صنعته قوله: (له الصدر) والتقدير أي شيء صنعت