حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

باب ما يجب على المسؤول في المسؤول عنه

صفحة 389 - الجزء 2

  الخامس: نحو: {أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا}⁣[التغابن: ٦]، فالأرجح تقديرُ «بشر» فاعلاً لـ «يهدي» محذوفاً، والجملة فعلية، ويجوز تقديره مبتدأ، وتقدير الاسمية في {أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ}⁣[الواقعة: ٥٩] أَرْجَحُ منه في {أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا}⁣[التغابن: ٦] لمعادلتها للاسمية، وهي: {أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ ٥٩}⁣[الواقعة: ٥٩] وتقديرُ الفعلية في قوله [من البسيط]:

  [فَقُمْتُ لِلطَّيْفِ مُرْتَاعاً فأرَّقَنِي] ... فَقُلْتُ: أَهْيَ سَرَتْ أَمْ عَادَني حُلُمُ؟

  أكْثَرُ رُجحاناً من تقديرها في {أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا}⁣[التغابن: ٦] لمعادلتها الفعلية.

  السادس: نحو: «قَامَا أخوَاك» فإنّ الألف إن قدرت حرف تثنية كما أن التاء حرف تأنيث في «قَامَتْ هِنْدٌ»، أو اسماً و «أخواك» بدل منها فالجملة فعلية، وإن قدرت اسماً وما بعدها مبتدأ فالجملة اسمية قدم خبرها.

  السابع: نحو: «نِعْمَ الرَّجُلُ زَيْد» فإن قدر «نعم الرجل» خبراً عن «زيد» فاسمية، كما في «زَيْدُ نِعْمَ الرَّجُل»، وإن قدر «زيد» خبراً لمبتدأ محذوف فجملتان فعلية واسمية.

  الثامن: جملة البسملة، فإن قدّر: ابتدائي باسم الله، فاسمية، وهو قول البصريين، أو: أبدأ باسم الله، ففعليّة، وهو قول الكوفيين، وهو المشهور في التفاسير


  صنعته هذا وقد ذكر بعضهم أن ماذا من بين أدوات الاستفهام تخرج عن الصدرية اهـ دماميني.

  قوله: (فالأرجح الخ) أي: لأن الأصل في الاستفهام أن يدخل على الأفعال. قوله: (ويجوز تقديره مبتدأ) أي: ويهدوننا خبر أي فالجملة حينئذ اسمية. قوله: (أأنتم تخلقونه) أي: فالهمزة للاستفهام وأأنتم مبتدأ وتخلقونه خبر. قوله: (أرجح) اعلم أنه قد وجد في هذه الآية لكل من الاسمية والفعلية مرجحاً فقد رجحت الفعلية بغلبة إيلاء الفعل للهمزة والاسمية بمعادلة الاسمية لها، وحينئذ فهما متساويان وهذا لا يعارض ما ذكره من ترجيح الاسمية لأن الأرجحية بالنسبة إلى شيء خاص وهو قوله أبشر يهدوننا فلا تعارض. قوله: (لمعادلتها الخ) أي: فقد رجحت الاسمية فيها بالمعادلة المذكورة بخلاف الاسمية في أبشر يهدوننا فإنها لم ترجح وإنما رجحت الفعلية فيها بغلبة إيلاء الفعل للهمزة. قوله: (أكثر رجحانا الخ) أي وأما جعل الجملة في هذا اسمية فهو ضعيف جداً لوجود أمرين يقتضيان الفعلية الهمزة والتعادل بخلاف الاسمية قوله: (لمعادلتها الفعلية) أي: فقد وجد للفعلية في هذا البيت مرجحان غلبة إيلاء الفعل للهمزة والمعادلة للفعلية بخلاف الفعلية في أبشر يهدوننا فإنها لم يوجد فيها إلا مرجح واحد وهو الأول في الآيتين المذكورتين. قوله: (فعلية واسمية) أي: وكذا إن قدر مبتدأ خبره محذوف وتركه لضعفه، وقوله