حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

انقسام الجملة إلى صغرى وكبرى

صفحة 395 - الجزء 2

  الألف من {آتِيكَ}، وذلك ممتنع على تقدير انقلابها من الهمزة.

  الثاني: نحو: «زيد في الدار» إذ يحتمل تقدير «استقر» وتقديرُ «مُسْتقر».

  الثالث: نحو: «إنما أنت سَيْراً» إذ يحتمل تقدير تسير وتقدير «سائر»، وينبغي أن يجري هنا الخلاف الذي في المسألة قبلها.

  الرابع: «زيد قائم أبوه» إذ يحتمل أن يُقدَّر «أبوه» مبتدأ، وأن يقدر فاعلاً بـ «قائم».

  تنبيه - يتعين في قوله [من الطويل]:

  أَلا عُمْرَ وَلَّى مُسْتَطَاعٌ رُجُوعُهُ ... [فَيَرْأَبَ مَا أَنْأَتْ يَدُ الْغَفَلَاتِ]

  تقدير «رجوعه» مبتدأ «ومستطاع» خبره والجملة في محل نصب على أنها


  الألف تكون أصلية ولا يجوز إمالة الألف إلا إذا كانت أصلية وأما على جعله فعلاً تكون الألف بدلاً عن الهمزة والألف المبدلة لا تمال قوله: (نحو زيد في الدار) أي: فعلى الاحتمال الأول يكون الكلام جملة كبرى وعلى الثاني لا يكون جملة كبرى ولا صغرى بل غيرهما، وكذا يقال في المثال الثالث. قوله: (وينبغي أن يجري هنا) أي: في الأولوية. قوله: (الخلاف الذي في المسألة قبلها) وهو إنه هل يقدر المحذوف اسم فاعل لأن الأصل في الخبر الإفراد أو يقدر العامل في سيرا فعلاً لأنه الأصل في العمل وقوله في المسألة قبلها أي مسألة عامل الظرف الواقع خبراً وإنما أحال عليه ولم يتقدم له لشهرة هذا الخلاف في تلك المسألة. قوله: (في المسألة قبلها) وهي قوله الثالث نحو زيد في الدار. قوله: (أبوه مبتدأ) أي: مؤخراً وقائم خبره مقدم وحينئذ فيكون الكلام جملة كبرى. قوله: (فاعلاً بقائم) أي: وحينئذ فليس الكلام جملة كبرى ولا صغرى بل غيرهما. قوله: (تنبيه الخ) إنما أتى بهذا التنبيه عقب ما قبله لتوهم إن قوله ألا عمر ولي الخ جملة كبرى لأن عمر في الأصل مبتدأ، وقوله مستطاع رجوعه خبر فحينئذ يكون مستطاع رجوعه جملة صغرى، عمر الخ جملة كبرى فدفع المصنف هذا التوهم بأنها ليست جملة كبرى أصلاً. قوله: (ألا عمر الخ) الهمزة للاستفهام ولا أصلها لا النافية للجنس ثم لما دخلت عليها همزة الاستفهام صارت للتمني فحينئذ يكون لها اسم وليس لها خبر وعمر اسمها مبني معها على الفتح، وقوله مستطاع رجوعه جملة في محل نصب صفة لعمر نظراً للفظ في الحالة العارضة لا صفة على المحل وإلا كانت في محل رفع قوله: (والجملة في محل نصب) أي: والأصل أتمنى عمراً موصوفاً بكونه رجوعه مستطاع.


= اللغة ص ٦٥٠؛ وخزانة الأدب ٨/ ٢٧٧؛ وسمط اللآلي ص ٤٣٠؛ وشرح الأشموني ٢/ ٣٨٨؛ ولسان العرب ١٢/ ٣٨١ (عتم)؛ ومعجم البلدان ١/ ١٩٣ (أسود العين).

اللغة: أسود العين اسم جبل الائم: ج الأم بمعنى لئيم، وهو الدنيء الأصل الشحيح.

المعنى: لا يمكن أن تكونوا بين الكرام حتى يزول هذا الجبل من مكانه، فأنتم والبخل صنوان على مر الزمان.