حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

الجملة الثانية: المعترضة بين شيئين لإفادة الكلام تقوية وتسديدا أو تحسينا

صفحة 409 - الجزء 2

  وقول الشاعر [من الرجز]:

  ٦٢١ - نَحْنُ - بَنَاتِ طَارِقْ - ... نَمْشِي عَلَى النَّمَارِقْ

  وأما الاعتراض بـ «كان» الزائدة في نحو قوله: أو «نَبِي كان مُوسَى» فالصحيحُ أنها لا فاعل لها، فلا جُملة.

  والرابع: بين ما أضله المُبتدأ والخبر، كقوله [من الطويل]:

  ٦٢٢ - وَإِنِّي لَرَامِ نَظْرَةٌ قِبَلَ التِي ... لَعَلِّي - وَإِنْ شَطَّتْ نَوَاهَا - أَزُورُهَاـ


  الرضى ومعنى الحديث نحن لا نورث مخصوصين من بين الناس ولعل ما ذكره المصنف أظهر. قوله: (وقول الشاعر الخ أي: قول الشخص الشاعر وذكرها باعتبار أنها شخص وإلا فهو لهند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس أم معاوية زوج أبي سفيان بن حرب تحرض به المشركين يوم أحد قبل إسلامها وأرادت بالصارق النجم شبهت أباها بالنجم في علوه وشهرة مكانه وقيل للنجم طارق لأنه يطلع ليلاً وكل آت ليلاً فهو طارق وبعد البيت:

  والممسك في المفارق ... والدار في المخانق

  إن تقبلوا نعانق ... ونبسط النمارق

  أو تدبروا نفارق ... فراق غير وامق

  والنمارق فرش والمقة الحب. قوله: (نحن) مبتدأ وقوله نمشي خبر وقوله بنات أي أخص بنات فهو منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم وقوله بنات طارق جملة اخصتاصية لا محل لها من الإعراب لأنها اعتراضية وذهب بعض إلى أن جملة الاختصاص في محل نصب على الحال قوله: (فالصحيح أنها الخ) أي: فلا تعد من هذا القبيل أي


= المعنى: لقد كرهت العرب ولادة البنات غير أن فيهن البنات الصالحات، اللائي يخففن عنا مصائبنا، ومنهن من يبكيننا إذا ما اعترانا طاراء أوقع القضاء.

٦٢١ - التخريج: الرجز لهند بنت عتبة في (أدب الكاتب ص ٩٠؛ والأغاني ١٢/ ٣٤٣، ١٥/ ١٤٧؛ ولها أو لهند بنت بياضة بن رياح (أو رباح) بن طارق الإيادي في شرح شواهد المغني ٢/ ٨٠٩؛ ولسان العرب ١٠/ ٢١٧ (طرق)؛ ولهند بنت بياضة بن رياح بن طارق الإيادي في معجم ما استعجم ص ٧٠؛ ولهند بنت الفند الزماني (سهل بن شيبان) في الأغاني ٢٣/ ٢٥٤؛ ولهند دون تحديد في لسان العرب ١٠/ ٣٦١ (نمرق)؛ وللقرشية في جمهرة اللغة ص ٧٥٦؛ وبلا نسبة في الأغاني ١٢/ ٣٤٢؛ وهمع الهوامع ١/ ١٧١).

اللغة طارق، هو والد هند الإيادية النمارق الوسائد والنجوم لعلوها.

المعنى: نحن بنات رجال عظماء، ومجد أرفع من النجوم وعز كبير، نفرش الغالي من الوسائد ونسير عليها، حتى لا تطأ أقدامنا الأرض.

٦٢٢ - التخريج: البيت للفرزدق في (ديوانه ٢/ ١٠٦؛ وخزانة الأدب ٥/ ٤٦٤؛ والدرر ١/ ٢٧٧؛ وبلا نسبة في شرح شواهد المغني ٢/ ٨١٠؛ وهمع الهوامع ١/ ٨٥). =